للعطلة المدرسية طعم خاص في ميديتاك حسين عسلة بالعاصمة.. أجواء خاصة ومواعيد مع الترفيه والتثقيف ضربتها مؤسسة فنون وثقافة لكل الأطفال المتمدرسين بدون استثناء ليعيشوا في وسط قريب من الإبداع والمتعة بعيدا عن مخاطر الشارع. رسومات وأشغال يدوية شكلت ديكورا مميزا للقاعة التي احتضنت الأطفال، فأصبحت مساحة فنية وتربوية برعاية المنشطة الثقافية السيدة دليلة كايوش ومسؤولة الميديتاك راضية شكيراد. استثمار العطلة مسؤولة ميديتاك حسين عسلة تحدثت ل"لمساء" عن هذه التظاهرة فقالت "ما أسوأ أن تمر عطلة أطفال دون استثمارها في أمور مفيدة.. هذا هو الأساس الذي انطلقت منه مؤسسة فنون وثقافة، ونظمت بموجبه تظاهرة أبواب مفتوحة خلال العطلة المدرسية لفائدة الأطفال المتمدرسين. وحسب مسؤولة الميديتاك فإن قضاء العطلة في أجواء الفراغ أمر في غير صالح شريحة الأطفال، لأنهم قد يتعرضون لمخاطر الشارع، ولهذا فإن مؤسسة فنون وثقافة وحرصا منها على رعاية هذه الفئة عملت على تنظيم هذه المبادرة التي تم التحضير لها لثاني مرة من أجل دفع الأطفال المتمدرسين إلى استثمار العطلة وإحاطتهم بأجواء من المرح. وتقرر تنظيم هذه التظاهرة بناء على النتائج الإيجابية التي حققتها الأبواب المفتوحة المنظمة على مستوى مختلف مؤسسات فنون وثقافة في عطلة الربيع المدرسية الماضية. ميديتاك حسين عسلة الذي سطر برنامجا خاصا بالعطلة يتيح للأطفال أن يفجروا مهاراتهم من خلال ورشات متنوعة تشمل ألعابا ترفيهية على الحاسوب، الرسم، الأشغال اليدوية، ساعة الحكايا، الكتابة، التلوين، المطالعة والثقافة العامة.. وكل هذا بهدف جعل الأطفال في جو ترفيهي وتثقيفي في آن واحد خلال العطلة، فضلا عن إزالة تعب أيام الدراسة. وذكرت الآنسة راضية شكيراد أن الأبواب المفتوحة التي تستقطب أزيد من 15 طفلا يوميا تقريبا، بعضهم من المنخرطين في الميديتاك، تعد بمثابة هدية لكل الأطفال المتمدرسين الذين لا تسمح ظروف أوليائهم باستفادتهم من خرجات ترفيهية، لاسيما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضيق المسكن، وكذا شريحة الأطفال التي تعاني من التصدع الأسري ليقضوا أياما ترفيهية خاصة في قاعة الميديتاك بعيدا عن أسوار المنزل وخطر المكوث في الشارع. محطة للتفرج على إبداع الأطفال المنشطة الثقافية التي تشرف على الأطفال، والتي ساهمت في إعداد البرنامج الخاص بالعطلة كان لها رأيها أيضا، حيث قالت السيدة دليلة كايوش "أحب الأطفال ويسعدني كثيرا أن أكون برفقتهم في هذا الفضاء المملوء بالألوان والرسومات التي تعكس كافة الانطباعات التي تخطر ببال البراعم الصغيرة.. فهذه الأبواب المفتوحة تعد فعلا بمثابة محطة تستوقفنا للتفرج على إبداع الأطفال". وتستطرد "تبعا لتجربتي الخاصة في مجال التنشيط الثقافي لفائدة الأطفال، فإن هذه المبادرة وسيلة ناجعة في تنمية مواهب الأطفال، وأحسن ما في الأمر هو أنها تسمح بتفجير قدراتهم في جو من التفاعل الاجتماعي التي تتمخض عنها علاقات صداقة. الصغار الذين استقطبتهم التظاهرة أبوا إلا أن يقولوا كلمتهم الخاصة أيضا، والبداية كانت مع أمينة مدني (10سنوات) من القليعة "إن والدي الذي يعمل بالميديتاك، وهو من أحضرني إلى هنا، وأنا معجبة كثيرا بما تقدمه لنا المنشطة الثقافية من نشاطات، لكن تظل الألعاب على الكمبيوتر أكثر ما يستهويني". وتقول شهيناز حمارد (12سنة) تقطن بشارع عبان رمضان "هذه أول مرة ألتحق فيها بالميديتاك، ولقد وجدت متعة كبيرة في ممارسة النشاطات المسطرة ضمن البرنامج"، في حين يصرح توفيق بحري (12سنة) منخرط في الميديتاك "تعلمت أمورا كثيرة أستغلها في تدعيم مشواري الدراسي قصد تحقيق نتائج إيجابية". وبالنسبة للطيفة ناكلي (13سنة) منخرطة أيضا، فإن الالتحاق بهذا الفضاء الممتع أحسن من المكوث في البيت دون ممارسة أي نشاط مفيد، فكل نشاطات الورشات مسلية لاسيما ما تعلق بالمطالعة، وتأليف القصص والأشغال اليدوية. الأكيد في الأمر أن ميديتاك حسين عسلة الذي يستقبل الأطفال من الساعة التاسعة صباحا إلى 12 ومن الواحدة زوالا إلى الخامسة مساء في أجواء مفعمة بالتسلية والصداقة يبقى مثالا إيجابيا وتجربة جديرة بالتعميم، كونها تحث على تكريس ثقافة استثمار الوقت والاستثمار في الطفل في آن واحد، أملا في تكوين أجيال تفكر بمنطق سليم.