تعمل بعض الجمعيات الخيرية بالعاصمة وضواحيها هذه الأيام، على تقديم الإعانات للتلاميذ المتمدرسين من أبناء الأسر محدودة الدخل أو اليتامى وغيرهم، وقال عدد من رؤساء وأعضاء جمعيات خيرية تحدثوا إلى "المساء"، بأن الدخول المدرسي فرصة للجمعيات قصد تقديم الإعانات لمحتاجيها من جهة، والتأكيد على أن العمل الخيري موجود في المجتمع ويعكس روح التضامن بما يحقق نوعا من المساواة بين أفراده. شحذت الجمعيات الخيرية الناشطة في مجال العمل التضامني همتها هذه الأيام مع العودة إلى المدارس، حيث تنشط في توزيع الإعانات على بعض المحتاجين من المعوزين واليتامى، وقال ممثلو جمعيات خيرية بأن برنامج عملهم الخيري بمناسبة الدخول المدرسي، بدأ بنحو شهر كامل قبيل موعد العودة إلى الأقسام، سواء بتوزيع المحافظ بلوازمها والمآزر، أو حتى الإعانات المالية التي من شأنها تغطية بعض المصاريف ‘المتعبة' بالنسبة لبعض العائلات محدودة الدخل، حيث قال بلال آيت والي، وهو شاب جامعي ورئيس جمعية "مازال كاين الخير" لمدينة الرويبة، أن الجمعية التي تضم 30 عضوا أغلبهم من الشباب، بدأت في جمع الإعانات لشراء عدد من المحافظ بالمستلزمات الدراسية منذ بداية شهر أوت المنصرم، "وقد وفّقنا في توزيع عشية العودة إلى المدارس؛ 400 محفظة و400 مئزر للجنسين"، وأوضح بلال أن هذه العملية التضامنية مست 190 عائلة محتاجة من ولاية المدية، "هناك من الأسر من تحصي متمدرسين اثنين إلى ثلاثة في الطور الابتدائي، وعمدنا إلى تخصيص محفظة لكل طفل متمدرس، واخترنا الخروج هذه السنة من محيط العاصمة كونها تحصي عددا كبيرا من الجمعيات الخيرية عكس باقي الولايات". وأوضح الشاب أن العمل الخيري أساسي في المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي تساعد كثيرا في الترويج لبرامجهم الخيرية وجمع الإعانات، وأشار في المقابل إلى أن جمعيته تعمل حاليا بغية التحضير لشراء أضحية وكسوة العيد الذي سيكون ثاني مناسبة تحضر لها جمعية "مازال كاين الخير" مباشرة بعد الدخول المدرسي، موضحا أنها وفقت في عيد الأضحى الماضي في توزيع 4 أضحيات وتعمل على مضاعفة العدد بالنسبة للعام الجاري. من جهتها، أوضحت إيمان من جمعية "جمعنا الخير" بالروبية، أن الجمعية تمكنت من توزيع 20 محفظة بالمستلزمات المدرسية ومآزر على المحتاجين بمحيط العاصمة، وتصف العملية بالمحفزة كون الجمعية فتية، حيث تم تأسيسها في العام الماضي. وقالت رشيدة صاولي من جمعية "دير الخير" بمدينة الرغاية؛ "إن الجمعية تحصي عددا كبيرا من الاتصالات اليومية من معوزين بحاجة إلى إعانات مع العودة إلى المدارس، دون أن تقدم رقما معينا وتقول: "للجمعية 37 مكتبا في أغلب ولايات الوطن ويحصي كل مكتب عددا من المكالمات بغرض الحصول على إعانة، ويزداد الطلب مع العودة إلى المدارس، لكننا لا نملك رقما معينا، بل ننسق مع المتصل المحتاج بتوجيهه نحو ممثلنا في الولاية التي يتصل منها، ثم يتقدم إلى المكتب ويحصل على الإعانة. وسيتم تقديم حصيلة النشاط التضامني المدرسي بعد مرور الأسبوع الأول من العودة إلى الأقسام"، حسبما أوضحته المتحدثة، مشيرة إلى أن عملية جمع الإعانات تتم بشكل يومي ومستمر، سواء من طرف محسنين أو حتى الملصقات أو عبر الإعلام الإذاعي بغرض جمع الإعانات بكل أنواعها ومنها استرجاع الكتب القديمة وإعادة توزيعها. ولجمعية "كافل اليتيم" أيضا نصيب وافر من العملية التضامنية عشية الدخول المدرسي، حيث يقول السيد سليمان حمودي رئيس المكتب الولائي للجمعية ببومرداس؛ إن عملية توزيع الإعانات ببلديات الولاية ال32 مستمرة لتغطية ما أمكن من عدد اليتامى، موضحا أن العملية وصلت في بعض البلديات، مثل خميس الخشنة، إلى 70 في المائة، وكشف أنه رغم أن تمثيل الجمعية الوطنية بالولاية ما يزال فتيا، إلا أن العمل التضامني راسخ في المجتمع ويحتاج في بعض الأحيان إلى تأطير وتوجيه، مؤكدا أن المسؤولية الاجتماعية تقع على عاتق الجميع لتعميق روح التكافل الاجتماعي بين أفراده في ظل الظروف المعيشية الصعبة بالنسبة للكثيرين، كما أن العملية التضامنية مع اليتامى أو الذين لا تسمح لهم ظروفهم المالية بالحصول على حقائب مدرسية ومستلزماتها، تأتي بدعم من الخيّرين والمحسنين من أبناء المنطقة، مثمنا الالتفاتة الطيبة للعديد من الأشخاص المعنويين و الطبيعيين في سبيل تقديم العون للأخر والتخفيف من وطأة الحاجة ليشعر جميع التلاميذ بأنهم سواسية.