يعد المطرب الشاب علاء الدين طقيق واحدا من الأصوات الشبابية المبدعة، المؤمنة برسالة الفن الأصيل باعتباره مدرسة تربي، تعلم، تهذب وتوجه، "المساء" التقت به بقصر الثقافة والفنون وأجرت معه هذه الدردشة. من هو علاء الدين طقيق؟ - شاب طموح من مواليد سنة 1988 بمدينة سكيكدة، ولد ونشأ في وسط فني سكنه وسكن روحه ويسعى الآن إلى أن يكون خير سفير للأغنية الأصيلة الملتزمة. كيف كانت بدايتك الفنية؟ - بدايتي كانت في الوسط العائلي، فأنا أنتمي إلى عائلة فنية، تأثرت منذ صغري بالفن الأصيل من خلال ما كنت أسمعه من معزوفات والدي على آلة "البانجو" التي تركت فعلها السحري في نفسي وعمري آنذاك 13 سنة، حينما كنت أجالسه لأستمتع بألحان الشعبي التي كان يبدع في عزفها، وشيئا فشيئا، لما أدرك ميولاتي الفنية وشغفي بالموسيقى وأحس بموهبتي، اشترى لي آلة "البانجو" وراح يعلمني العزف حتى صرنا نعزف معا في البيت، كما علمني أهم طبوع الفن الأندلسي، وبمرور الوقت، وبعد أن صرت أتحكم في العزف، انخرطت في بداية مساري الفني أولا في جمعية "نجوم روسيكادا" التي كان يرأسها الفنان مزجري الشريف، وفيها استطعت الاحتكاك بالفنانين المحترفين إلى أن اكتسبت الكثير من مبادئ وأصول الفن الأندلسي الأصيل، إضافة إلى تعلمي الغناء (الأندلسي والشعبي معا). متى كانت بدايتك الحقيقية مع الفن كشاب مبدع؟ - انخراطي في جمعية "نجوم روسيكادا" مكنني من المشاركة في العديد من الحفلات في المواسم والأعياد والأفراح سواء مع الجمعية أو مع فرق موسيقية أخرى، لكن الانطلاقة الحقيقية كانت سنة 2008، حين أسست أول فرقة موسيقية خاصة بي تتشكل من عدد من الشباب الموهوب وأصبحت أشارك باسمها في العديد من الحفلات عام 2012، كما أصبحت مشرفا على الجوق الموسيقي لقصر الثقافة والفنون بمدينة سكيكدة عام 2013، حيث التحقت بالجوق الوطني الشعبي بقيادة الأستاذ عمر طفياني. لماذا اخترت، وأنت شاب، الفن الأندلسي والشعبي، أي (فن الصنعة)؟ - ببساطة، لأنني تأثرت منذ صغري بما كنت أسمعه من موسيقى وفن أصيل في وسطي العائلي الذي أثر على ميولاتي الفنية، وقناعتي الشخصية هي أن الأندلسي والشعبي يعبران عن هوية الجزائر الفنية. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ - حاليا، أنا بصدد التحضير لإصدار ألبوم غنائي في طابع الشعبي من التراث وأغان أخرى من تلحيني. ما هي المشاكل التي تعتبرها عائقا وتحول دون تفجير مواهب الشباب؟ - طبعا، المشاكل عديدة، لكن أرى بأن هناك عدم تقدير للمواهب الفنية الحقيقية الميالة إلى الشعبي، على أساس أن البعض يعتقد أن الشعبي يخص الفئة الأكبر سنا والشيوخ، وهذا خطأ كبير، فالشاب الموهوب بإمكانه إعطاء دفع كبير لهذا النوع من الفن، بدليل المسار الفني الكبير لرواد وشيوخ الشعبي، كمحمد العنقا وبوجمعة العنقيس وغيرهما. في رأيك، ما هو شرط ترقية الطرب الأندلسي في سكيكدة؟ - ترقية هذا النوع من الفن على مستوى الولاية مرهون بإنشاء مدارس وجمعيات مؤهلة ومؤطرة بمختصين وأساتذة. كيف تنظر إلى الفن؟ - الفن رسالة خالدة، مادامت الحياة مستمرة فالفن الأصيل والملتزم يجب أن يكون هو الآخر مستمرا، لأنه يعبر أيضا عن جمال النفس وجمال الروح واسمح لي أن أقول لكم أن الفن مدرسة حقيقية تربي، توجه، تعلم وتغرس في النفوس حب الوطن والوفاء له والمحافظة عليه. فنحن الشباب من واجبنا المحافظة على الفن الأصيل للوقوف في أشباه الفنانين. كلمة أخيرة. ^^ أشكر عائلتي التي أنارت لي طريق الفن، وجمعية "نجوم روسيكادا" التي صقلت موهبتي، وشكرا أيضا لكل من شجعني على مواصلة طريق الفن، كما أشكر يومية "المساء" التي أتاحت لي هذه الفرصة التي أعتبرها تشجيعا لن أنساه.