اتهم وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، القوى العظمى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ب"خطف" القضية الصحراوية، وتعطيل مسار تصفية الاستعمار في آخر إقليم محتل في القارة الإفريقية. وقال ولد السالك في ندوة صحفية عقدها أمس، بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، أن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي تمارس سياسة الكيل بمكيالين تجاه نضال الشعب الصحراوي، فهي من جهة تنادي باحترام حقوق الإنسان في بعض مناطق العالم ولكنها من جهة ثانية ترفض توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان. وقال رئيس الدبلوماسية الصحراوي "انه من غير المقبول على الإطلاق أن تتحول "مينورسو" من بعثة سلام لتنظيم استفتاء تقرير المصير والإشراف عليه إلى بعثة راعية للاحتلال، ساكتة عن القمع الوحشي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ونهب الثروات الطبيعية" التي تقترفها قوات الأمن المغربية ضد السكان الصحراويين. وأدان الوزير الصحراوي التواطؤ الذي يحظى به المغرب في مجلس الأمن الدولي، وخاصة من قبل مجموعة أصدقاء الأمين العام الخمسة والذي شجعه على "الإمعان في الدوس على الشرعية الدولية والتعنت في مواقفه الرافضة للامتثال للقانون الدولي ومواصلة القمع والابتزاز على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، إلى درجة عرقلة عمل المبعوث الشخصي للامين العام الاممي كريستوفر روس، الذي يمنع حاليا من زيارة المنطقة". وأكد ولد السالك، أن السلطات المغربية وضمن منطق الرفض الذي تنتهجه منعت زيارة الممثلة الخاصة الجديدة للامين العام الاممي، إلى المنطقة ضمن نفس المسعى الرامي لعرقلة أي مسار لتسوية النزاع الذي بلغ عقده الرابع. وقال إن "التعنت المغربي بلغ ذروته من خلال اتهاماته للامين العام الاممي وعرقلته الواضحة لجهود المنظمة الأممية الرامية إلى تصفية الاستعمار من آخر معاقله في إفريقيا، ومحاولاته التملص من التزاماته التي وقّع عليها". وطالب رئيس الدبلوماسية الصحراوية المجموعة الدولية "بضرورة فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية لإجبار المغرب على احترام الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، بإنهاء احتلاله اللاشرعي ومنعه من مواصلة ذبح وتشريد الأبرياء وسرقة الثروات الطبيعية". ولكن وزير الخارجية الصحراوي، اعتبر أن المغرب وبمحاولاته اليائسة ومناوراته المكشوفة الهادفة إلى مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال يسبح عكس التيار العالمي المعاصر، بدليل الدعم القوي الذي تحظى به القضية الصحراوية في أروقة الجمعية العامة الأممية من جهة، والتضامن الدولي المتزايد مع عدالة هذه القضية وحق شعبها المتمسك بأرضه ووطنه واستقلاله. وقال إن "كفاح الشعب الصحراوي وصموده جعل المغرب اليوم في مواجهة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، وجميع منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان". وختم ولد السالك، بتوجيه نداء للعاهل المغربي الملك محمد السادس، للوفاء بالالتزامات التي وقّع عليها والده الراحل الحسن الثاني، وقبول تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية على شكل استفتاء اسكتلندا الذي منحت من خلاله بريطانيا الحرية للاسكتلنديين لاختيار مصيرهم الذي فضلوا بأن يستمر تحت الراية البريطانية.