تزخر سكيكدة بالعديد من المواهب الفنية التي تبقى بحاجة إلى من يمد لها اليد حتى تكون خير خلف لخير سلف، "المساء" التقت بقصر الثقافة لمدينة سكيكدة بموهبة فنية و بصوت أنثوي بدأ نجمه يظهر في عالم الأغنية الشبابية الملتزمة. «المساء»: هل لك أن تقدمي نفسك لقراء «المساء»؟ -سامية: اسمي حتحوت سامية، من مواليد عام 1988 بسكيكدة، مولعة بالفن منذ صغري حتى النخاع. كيف كانت بدايتك الفنية؟ -طبعا ككل البدايات، كان الفن يسري في دمي منذ مرحلة الطفولة، كنت كلما سمعت أغنية جميلة إلا ورحت أردد مقاطعها في البيت، متخيلة نفسي مطربة محترفة، ولعل الشخص الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف موهبتي؛ الأستاذ الفاضل العيفة جمال، أستاذ التربية الفنية بإكمالية يمونة قموح، فبمجرد اكتشافه لموهبتي الصوتية، شجعني على المضي قدما في هذا المجال بعد أن لقنني أصول الغناء من سولفاج وغيرها وأعتقد أن هذه المرحلة كانت فعلا انطلاقتي الفنية كمطربة هاوية مبتدئة، حيث شاركت مع متوسطتي وتحت إشراف أستاذي في المهرجان الوطني للأنشودة التي احتضنتها وادي سوف، خلال سنوات 2006، 2007، 2008 وخلالها تحصلت على جائزة أحسن صوت وأحسن أداء. بعد هذه المرحلة، هل شاركت في مهرجانات ثقافية خارج النشاطات الثقافية والفنية المدرسية؟ -بالطبع، كما سبق أن قلت لكم؛ مرحلة التعليم المتوسط كانت الانطلاقة والدليل أنني أصبحت أشارك في المهرجانات الثقافية والفنية التي استغلتها كفرصة لإبراز طاقتي وموهبتي أمام الجمهور من جهة، ومن ناحية أخرى، مكنتني تلك المشاركات من الاحتكاك بفنانين آخرين محترفين أخدت منهم الكثير، كما شاركت سنة 2012 في «ألحان وشباب» ووصلت إلى النهائي. ماذا يوجد في رصيدك إلى حد الآن؟ -يوجد ألبوم غنائي ثنائي مع الشاب ‘بيبي' وهو في الطابع السطايفي، وحاليا أنا بصدد تسجيل أول ألبوم غنائي خاص بي يتضمن 06 أغاني في نوع الراي. ماذا يمثل الفن بالنسبة إليك؟ -الفن عالم خاص مملوء بالحب والأمل والتفاؤل. لماذا تميلين إلى الري أكثر من السطايفي الذي يتلاءم مع صوتك؟ -ببساطة، لأنني شابة وشباب جيلي يميلون إلى الأغنية الشبابية التي يتقدمها الراي، كما أن صوتي يتماشى مع هذا النوع من الغناء الذي يستهوي الكثير من الشباب، لكن لا أجد أي حرج في أداء كل الطبوع لأنني أعتقد أن الفنان الحقيقي هو الذي بإمكانه تأدية كل الأنواع، علما أنني أؤمن بأن الفن الطربي هو الكل في الكل. كيف تنظرين إلى واقع الأغنية الشبابية؟ -الأغنية الشبابية اليوم، وبالخصوص «الرايوية»، بحاجة إلى عملية توجيه وتهذيب، مع تنقية الساحة الفنية من كل ما من شأنه الإساءة إلى الفن والغناء، على أساس أن الغناء التزام ورسالة، فالراي جميل، لكنه يصبح أجمل عندما تكون كلماته مهذبة خالية من الكلام السوقي الذي تنفر منه الأذن. ما هي المشاكل التي تواجه المواهب الشابة اليوم؟ -طبعا، المشاكل كثيرة لكن ما يجب قوله في هذا المقام، أنه يجب إعطاء الفرصة للشباب الموهوب من خلال إشراكه في كل الحفلات والمهرجانات رفقة الفنانين المحترفين والعمل على إنشاء مدارس فنية تعتني بهذه المواهب حتى لا تضيع، فهذا النوع من المدارس المؤطر بكفاءات فنية حقيقية يبقى أكثر من ضرورة، مع تقديم الدعم للشباب ومساعدته على إنتاج الألبومات الغنائية، وفيما يخصني، أتمنى أن تتاح لي فرصة إبراز موهبتي أكثر من خلال إشراكي في كل التظاهرات الثقافية والفنية داخل وخارج تراب الوطن. كلمة أخيرة؟ -أشكر يومية «المساء» التي أتاحت لي هذه الفرصة التي أعتبرها تشجيعا كبيرا، كما أشكر كل من ساعدني وما زال يساعدني حتى أكون فنانة ملتزمة تشرف الأغنية الجزائرية الأصيلة.