ركز العدد الأخير من مجلة "الجيش" على قوة عزم الجزائر في مواصلة حربها الضروس ضد الإرهاب، خاصة من خلال الدور الريادي الذي يقوم به أفراد الجيش الوطني الشعبي في إطار تأدية مهامهم الدستورية، والتي كلفته جهودا معتبرة وتضحيات جساما. مشيرة إلى التحذيرات التي وجهتها للمجتمع الدولي حول خطورة هذه الظاهرة العابرة للحدود والأوطان، والتي لم تحظ بالاهتمام المطلوب من قبل الغرب. وأكدت المجلة في عدد شهر أكتوبر الجاري، أن كفاح الجزائر ومحاربتها للإرهاب ليس وليد اليوم، وإنما جاء استكمالا لمسيرتها التاريخية والنضالية الحية ضد الاستعمار الفرنسي ومخططاته، مما مكّنها من استرجاع سيادتها وحريتها التي أعطتها الشجاعة اللازمة لمواصلة هذا الكفاح في إطار محاربة الإرهاب طيلة عشرية كاملة من الزمن. وأشارت إلى أن الظروف الخطيرة التي تهدد اليوم الأمن والاستقرار العالمي، مكنت البلاد من مواصلة حربها ضد ظاهرة الإرهاب بتجنيد مختلف الوسائل الممكنة والمتاحة، معتمدة في ذلك على إمكانياتها الذاتية وإرادة أبنائها وتصميم قواتها المسلحة. كما أن هذه العوامل شجعت الجزائر على مواصلة دحض المجموعات الإرهابية من خلال تجنيد جيشها وإعداده لتعقب هذه الجماعات الدموية وتطهير الوطن كلية من شرها، وتأمين الحدود وحمايتها من أنشطة تمرير السلاح وكل ما له صلة بالإرهاب. وأثبت الجيش الوطني الشعبي، قدرته وكفاءته في مكافحة الإرهاب وتأمين الوطن وحماية سيادته الترابية من خلال ضبط وحداته العملياتية في كل مرة لكميات معتبرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات والمواد الأخرى، وهو ما أكسب وحداته تجربة وخبرة عملياتية في مجال مكافة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، ومكّن الجزائر من أن تصبح قوة اقتراح قوية وشريكا دوليا فعالا ودائما لا يمكن تجاوزه في هذا الموضوع خاصة على المستويين الاقليمي والدولي. ومن جهة أخرى، تناول عدد المجلة عدة مواضيع بروتوكولية تخص نشاطات نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، كاستقباله لوفود عسكرية أجنبية رسمية، إلى جانب تسليطه الضوء على مراكز التدريب للدفاع الجوي المضاد للطائرات والتكوينات التي يضمنها. وعلاوة عن ذلك، تم إعداد روبورتاج مصور حول الشراكة الجزائرية لصناعة السيارات من علامة مرسيدس-بنز في إطار التعاون مع ألمانيا، باعتبار هذه الشراكة الواعدة أحد الدوافع للرقي بالصناعة الميكانيكية الوطنية للالتحاق بركب الدول المتقدمة. كما تناولت مجلة "الجيش" من جهة أخرى مواضيع علمية واجتماعية وقانونية وثقافية تندرج في إطار البرامج العادية التي تنظمها مؤسسات الجيش الوطني الشعبي عبر الوطن، فضلا عن مواضيع تاريخية إحياء ليوم الهجرة المصادف ل17 أكتوبر وذكرى الفاتح نوفمبر لاندلاع الثورة.