انتقل قضاة فرنسيون مكلفون بالتحقيق في حادثة تحطم الطائرة الاسبانية المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية بمالي، أول أمس، إلى العاصمة الاسبانية مدريد، لاستقاء معطيات جديدة تخص طاقم الطائرة، وذلك تزامنا مع الإعلان عن استكمال عملية تحديد هويات جثث ضحايا هذا الحادث الذي خلّف 116 قتيلا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، عن مصدر قضائي فرنسي أن قضاة التحقيق المكلفين بقضية تحطم الطائرة الاسبانية التي استأجرتها الجوية الجزائرية في جويلية الماضي، بشمال مالي، تنقلوا إلى العاصمة الاسبانية مدريد لجمع المعلومات حول أفراد الطاقم الاسباني. وفي حين ذكر نفس المصدر بأن وفدا من المحققين الفرنسيين يضم خبراء من قسم الأبحاث التابع للدرك الفرنسي، ومختصين في النقل الجوي وخبراء في التحقيق في حوادث الطيران المدني، يتواجدون منذ الأسبوع الماضي، بالعاصمة الاسبانية لحضور جانب من التحقيقات التي يجريها المحققون الإسبان، أشار إلى انتقال قاضيا التحقيق صابين خريس ورافاييل أجيني فيكامب، إلى مدريد أول أمس، من أجل جمع الوثائق المتعلقة بأفراد الطاقم، والتي تشمل عقود العمل والجداول الزمنية لعمل هؤلاء، فضلا عن وثائق أخرى تتعلق بشركة "سويفت إير" المالكة للطائرة المنكوبة. وتزامن انتقال القضاة الفرنسيين على إسبانيا لتعميق التحريات حول أسباب الحادث مع إعلان وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، أول أمس، الانتهاء من عملية تحديد هويات ضحايا الطائرة، والتي ستمكن من إعادة الجثث لذويهم. وأشار بيان ال"كي دورسيه" في هذا الإطار إلى أن "عملية التعرّف على رفات الضحايا استكملت يوم 20 نوفمبر الجاري، مع اجتماع اللجنة التقنية المتشكلة من الخبراء الفرنسيين والجزائريين الذين شاركوا في التحاليل وتجميع البيانات حول الضحايا في مختبر معهد علم الوراثة للبحوث الجنائية التابعة للدرك الفرنسي". وأضاف بيان الخارجية الفرنسية، بأن الانتهاء من هذه العملية "سيسمح بإرجاع بقايا جثث الضحايا لأسرهم وذويهم، ووضع حد بالتالي لحالة الانتظار الأليمة". ويذكر أن التقرير المرحلي حول الحادث والذي تم الإعلان عنه قبل نهاية سبتمبر الماضي، لم يكشف عن أي نتيجة حول أسباب وقوع الكارثة الجوية، حيث أعلن برنار بوديه، المسؤول في المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل من العاصمة المالية باماكو، بأن فريق التحقيق لم يتوصل إلى ضبط سبب محدد يفسر تحطم الطائرة، مشيرا في سياق متصل إلى أنه "لا يمكننا من خلال ما تم تجميعه من عناصر تأكيد أو استبعاد فرضية حصول عمل إرهابي". كما جدد نفس المسؤول التأكيد على أن الصندوق الأسود المتضمن لمسجل المحادثات داخل قمرة القيادة، لم يكن يعمل بشكل جيد خلال الحادث، وبالتالي لا يمكن استغلاله"، فيما يبين الصندوق الثاني الخاص بمعطيات الرحلة حسبه بأن "الطائرة تعرضت لسقوط عنيف بعد أن تراجعت قوة محركاتها وهي في السماء". واستبعد بوديه، في عرضه الأولي فرضية تعرض قائد الطائرة ومساعده إلى الإرهاق والتعب، مقدرا بأن طاقم الطائرة يملك خبرة كبيرة في التحليق في أجواء إفريقيا. وكانت العناصر الأولى للتحقيق التي نشرت مطلع أوت الماضي، أظهرت أن الطائرة تناثرت قطعا لدى ارتطامها بالأرض، وأن سرعتها تراجعت أثناء اجتيازها عاصفة شديدة. وأشار مدير مكتب التحقيق حينها إلى أن كافة الاحتمالات المرتبطة بالأسباب واردة، بما في ذلك احتمال "العملية المتعمّدة". وللتذكير فقد تم تكليف المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحاليل، بالتحقيق التقني في حادث سقوط طائرة "ماك دونال 83" التابعة لشركة "سويفت إير" الاسبانية، من قبل السلطات المالية التي تعود لها قانونا صلاحية التحقيق في هذه الكارثة الجوية، وذلك لكون الطائرة سقطت بالتراب المالي وبالضبط بمنطقة "غوسي".