تسجل شواطئ مدينة تيقزيرت الساحلية، توافدا متزايدا لقوافل المصطافين الذين فضلوا شواطئ هذه المدينة الجميلة، التي جمعت بين سحر زرقة البحر والفضول نحو الذاكرة التاريخية بآثارها الرومانية.. وتسعى المدينة هذه السنة إلى كسب الرهان، وتسجيل رقم قياسي في عدد زوارها يفوق الثلاثة ملايين المحقق خلال الموسم الماضي. قبل حلول فصل الصيف وفي كل سنة، تسعى مدينة تيقزيرت الساحلية الواقعة بولاية تيزي وزو، إلى استقطاب اكبر عدد من المصطافين الذين يفضلون شواطئها عن غيرها من الشواطئ الجزائرية الأخرى، التي لا تقل هي الأخرى جمالا.. وقد وفرت المدينة في تحضيراتها لاحتضان موسم الاصطياف 2008، كل الإمكانيات التي في حوزتها، وهدفها الأساسي تسجيل رقم يفوق رقم الموسم الماضي من المصطافين الذين زاروا هذه المدينة الجميلة، الجامعة بين الشواطئ الساحرة والآثار الرومانية، والذي فاق ال 3 ملايين. كما شهدت مدينة تيقزيرت ولنفس الغرض، أشغال تهيئة مست العديد من المرافق بداية من حظيرة التسلية المقامة على مستوى ميناء الصيد والترفيه الجديد، الذي بدأ يستقطب الآلاف من الزوار والمصطافين في فترة مبكرة ومع ظهور أولى موجات الحرارة لهذا الموسم قبل أن تنتهي به الأشغال، إضافة إلى إعادة تهيئة شواطئ وسط المدينة، وعلى الخصوص شاطئ تاسلاست الذي تم تصنيفه ضمن أحسن الشواطئ ال 14 عبر الوطن، والذي ظهر بوجه جديد أثار إعجاب الزائرين... وقد حظي شاطئ "تاسلاست" الجميل الممتد على 900 متر طولا، بلقب أحسن شاطئ بولاية تيزي من طرف اللجنة الوطنية للموسم السياحي، لما يميزه من مناظر طبيعية خلابة زادته جمالا والمواقع الأثرية الرومانية المحاذية له، التي حظيت هي الأخرى بالاهتمام، حيث استفادت من أشغال تهيئة من طرف السلطات المحلية لتصبح هذه المواقع قبلة أخرى للمصطافين بعد ساعات الاستجمام في البحر. و لأن الإقبال على هذا الشاطئ المثالي لا ينتهي، فإن السلطات المحلية قامت بتهيئة شاطئين آخرين لا يقلان جمالا على شاطئ تاسلاست لاستقبال المصطافين، هما الشاطئ الكبير وشاطئ فرعون. و كغيرها من الشواطئ المثالية ال 14 التي صنفتها اللجنة الوطنية للموسم السياحي 2008، استفاد شاطئ تاسلاست من العديد من المرافق، منها حظيرة لركن السيارات والمرشات وفضاء للترفيه، إلى جانب تزويدها بسيارة الإسعاف وطبيب يضمن التغطية الصحية طيلة اليوم.. كما تتواجد بالشاطئ فرقة من 40 غطاسا محترفا، إضافة إلى أعوان متطوعين جهزوا بالوسائل اللازمة للتدخل في حالة الضرورة.. أما الجانب الأمني فيتميز بتوفير مركز للشرطة والدرك على مستوى شواطئ تيقزيرت الثمانية، التي لم ينقطع عنها توافد المصطافين، وهو مؤشر لاحتمال تسجيل هذه المدينة رقمها القياسي المنتظر. ولم تقتصر أشغال التهيئة والتزيين بمدينة تيقزيرت على الشواطئ، بل امتدت بمناسبة الموسم السياحي 2008 إلى الطرق الرئيسة للمدينة والأرصفة التي ظهرت أمام سكان المدينة وزوارها بوجه جديد، إضافة إلى الإجراءات الأمنية التي اتخذت قصد ضمان الراحة والجو الملائم للمصطافين الذين يقبلون على تيقزيرت ومنهم عدد كبير من المهاجرين. و حتى ماء الشروب لم يغب هذه السنة عن حنفيات المدينة عكس السنوات الماضية، بفضل محطة تصفية مياه البحر لتيقزيرت التي تم تجديدها، لتقفز قدرتها من 800 إلى 2300 متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى الحصة المعتادة الآتية من سد سيباو الذي أصبح يعرف بميزرانة تيقزيرت افليسن. كما حظي الجانب الترفيهي والثقافي بقسط من الاهتمام بمدينة تيقزيرت، التي تسعى هذه السنة إلى تسجيل رقم قياسيا في عدد الزوار لم تسجله منذ عشر سنوات، حيث سطرت مديرية الثقافة تحت إشراف جمعية سدي امحند وامحند، برنامجا ثريا لسهرات تحيي ليالي مدينة تيقزيرت، على وقع الزرنة القبائلية المعروفة باللهجة الامازيغية بفرقة "اضبالن"و وحول الأطباق التقليدية لمنطقة القبائل التي تفتح شهية المصطافين المولوعين بكل ما يميز هذه المنطقة الغنية بتقاليدها.