استقلبت شواطئ ولاية تيزي حسب تقديرات مصالح الحماية المدنية خلال الفترة الممتدة بين 1 جوان إلى 30 جويلية الماضيين قرابة 800 ألف مصطاف، قصدوا الشواطئ الستة المفتوحة للاستجمام من أصل 13 شاطئا، العدد هذا ضئيل جدا بالمقارنة مع السنوات »الذهبية« التي وصل فيها عدد المصطافين وفي نفس الفترة إلى 3.5 مليون مصطاف. آيت رمضان وبعملية حسابية بسيطة نكتشف بأن شواطئ تيزي وزو ضيعت ما لا يقل عن 3 مليون مصطاف فضلوا تغيير وجهتهم نحو ولايات بومرداس، تيبازة وبجاية. عوامل كثيرة ساهمت في هذه الهجرة الجماعية خاصة عدم استقرار الأوضاع الأمنية بتراب الولاية، بحيث تعد تڤزيرت القريبة من الحزام الغابي لميزرانة إحدى النقاط الساخنة أمنيا وبدرجة أقل بلدية أزفون التي عرفت عودة قوات الدرك الوطني للعمل الميداني، والأكيد أن الأسر التي تبحث عن الراحة والترفيه والترويح عن النفس لن تغامر في الذهاب إلى تڤزيرت أو أزفون مثلا، لأن شواطئ بومرداس توفر الشروط المطلوبة وتمنح الاطمئنان لقاصديها، السلطات المحلية لولاية تيزي وزو راهنت كثيرا على إنجاح هذا الموسم وإعادة الاعتبار للقطاع السياحي الذي يشكل قطبها الاقتصادي بالنظر إلى ما تزخر به منطقة القبائل من إمكانيات سياحية ضخمة على امتداد السنة، لكن الظاهر أن عدم استقرار الوضع الأمني أجل الاستثمار في هذا المجال إلى إشعار آخر. ثمة إشكال آخر كان له تأثير على تراجع مردود الشريط الساحلي ويتعلق بوضعية هذه الشواطئ، التي تنعدم فيها النظافة التي باشرتها المصالح المعنية لإعطاء صورة أجمل لها غير أن واقعها يضعنا في صورتها الحقيقية، فالشواطئ القريبة من ميناء تڤزيرت (ثسلسث ومزعون) تتحول إلى مفرغة كبيرة في غياب وعي الأسر وقاصدي البحر في المحافظة عليها، طبعا هناك أيضا ما جعل الأسر تنفر من هذه الشواطئ كالتجاوزات التي تحدث بها من قبل متعاطي الخمور والمخدرات، ويشهد على ذلك الكم الهائل من زجاجات الخمر التي يقذف بها أصحابها على مقربة من الشواطئ. صحيح أن السلطات المحلية اتخذت جملة من الإجراءات بمنع بعض مطاعم الأكل الخفيف التي لا تستجيب للشروط الوقائية والنظافة من مزاولة نشاطها لتفادي حدوث تسممات غذائية، لكن ذلك لا يمنع من إحضار هذه المواد من محلات وأسواق المدينة. يكفي فقط أن نعرف بأن أكثر من نصف شواطئ الولاية مغلقة لأسباب أمنية بالدرجة الأولى وقلة الاعتناء بها وهو ما فوت على المناطق الساحلية فرصة استقبال أكبر عدد ممكن من المصطافين بشواطئها التي تتوفر على الأمن والإسعافات وسهولة التنقل إليها حتى ولو من أبعد قرية، ولكن عندما نسجل استقبال شواطئ تڤزيرت ل 18 ألف مصطاف خلال شهر يعني أن خللا ما موجود في تسيير هذه الشواطئ؟