دعا الرئيس التشادي السيد إدريس ديبي اتنو، رجال الأعمال الجزائريين إلى الاستثمار ببلاده والمساهمة في تطورها الاقتصادي. مشيرا إلى حاجة التشاد لاستثمارات في قطاعات عديدة أهمها المحروقات والمناجم، والصناعات الغذائية والفلاحة. وقال إنه فضلا عن الثروات الكبيرة التي يتوفر عليها بلده الباطنية منها والخارجية، فإن قانون الاستثمار "محفز"، كما أن الإجراءات مبسطة وتتم من خلال "شباك وحيد". واستغل الرئيس التشادي فرصة لقائه أمس، مع متعاملين اقتصاديين جزائريين بالعاصمة، بحضور وزير الصناعة والمناجم السيد عبد السلام بوشوارب، وذلك بمناسبة أول زيارة رسمية يؤديها لبلادنا، من أجل التأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع البلدين. فالتشاد الذي خرج من وضع "منع تطوره"، كما قال الرئيس يتوفر حاليا على ثروات هامة في قطاعات متعددة، إضافة إلى أنه "بلد شاب"، وهو ما يسمح بتدعيم العلاقات بين البلدين لصالح الشعبين. كماأن "الجزائر بلد كبير، لديه تاريخ كبير" مما يجعله رائدا في القارة الإفريقية وله "دور هام في تطوير إفريقيا"، كما أضاف. وأشاد بالصحة المالية للجزائر وقال إنها "الأفضل في إفريقيا"، واعتبر أن النموذج التنموي الذي حققته الجزائر لابد أن يكون مثالا يحتذى به على مستوى كل بلدان القارة، قائلا "إنه مصدر إلهام لباقي البلدان الإفريقية". وفي السياق اعتبر الرئيس التشادي، أن الاستقرار الذي يشهده بلده يفتح الباب أمام توطيد العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، من خلال توظيف التجربة والخبرة الكبيرة للمؤسسات الجزائرية في شراكات تكون مربحة للطرفين وذلك في جميع القطاعات. إلا أنه خص بالذكر الصناعات الغذائية، باعتبار أن الحكومة التشادية أطلقت برنامجا لتطوير هذا القطاع، بالمقابل تملك الجزائر تجربة رائدة فيه، وهو مادفعه لدعوة المتعاملين الجزائريين للمشاركة في"وضع معالم تطور هذا القطاع"، مستعرضا القدرات الهامة لبلاده في مجال الفلاحة وتربية المواشي. قطاعات أخرى لا تقل أهمية مفتوحة أمام المستثمرين الجزائريين لاسيما البترول والمناجم، التي تملك فيهما الجزائر خبرة هامة وكفاءة معترف بها في مجالات الاستكشاف والاستخراج والاستغلال والتسويق وحتى التكرير، حسب الرئيس التشادي، الذي أشار إلى القدرات الهامة التي يملكها التشاد من "ذهب ويورانيوم ورخام وزنك..."، كما تحدث عن حاجيات بلاده لإنتاج كميات أكبر من الإسمنت. وخاطب في هذا الصدد المتعاملين الجزائريين بالقول "ادعوكم لاستكشاف التطور الاقتصادي الذي يشهده التشاد منذ عشرة أعوام، واكتشاف مختلف المؤسسات المستقرة هناك من بلدان عدة مثل الصين وكندا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية..."، مسجلا وجود قواسم مشتركة مع الجزائر تسهل هذا التقارب لاسيما "اللغة". خاتما تدخله بالتأكيد على دعم كل مساعي الاستثمار الجزائري ببلده. من جانبه أكد وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، على دعم الحكومة لكل المؤسسات الجزائرية الراغبة في خوض تجربة الاستثمار بالتشاد. وقال "إن كل التسهيلات والدعم سيتم ضمانها من أجل تجسيد وإنجاح المشاريع الاستثمارية". واعتبر في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذا اللقاء يعزّز ويؤكد اهتمام السلطات العليا للبلدين لرفع العلاقات الاقتصادية إلى مستوى الامتياز الذي تشهده العلاقات السياسية بين الجزائر والتشاد وذلك تحت رعاية الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة، وادريس ديبي اتنو. وأشار إلى وجود طموح لدى الطرفين من أجل تعزيز الجانب الاقتصادي في علاقاتهما من خلال شراكات مثمرة لمؤسسات البلدين باستغلال القدرات التي يتوفران عليها. كما عبّر عن اقتناعه بأن اللقاء يأتي في "ظرف مناسب لتطوير علاقات مثمرة في ميادين مختلفة لاسيما في الصناعات الغذائية والخدمات والتجارة والبنى التحتية". وأكد أن المؤسسات الجزائرية قادرة اليوم على تطوير أعمالها خارج الجزائر، وأن "الحكومة مستعدة لتشجيعها على إتمام مشاريع ببلادكم". من جهة أخرى، لم يغفل عن التذكير ببرنامج إعادة إطلاق الصناعة الجزائرية ووضع إطار قانوني محفز للاستثمار من أجل تسهيل الاستثمارات الأجنبية بالجزائر، مؤكدا على جاهزية الحكومة لتشجيع ومرافقة المؤسسات التشادية الراغبة في الاستقرار بالجزائر. وتم خلال اللقاء تقديم عروض من طرف مديري هيئات ومتعاملين اقتصاديين في قطاعات مختلفة، تضمنت القدرات الجزائرية التي يمكن توظيفها في شراكات مع الجانب التشادي. وتم التأكيد من خلال هذه العروض على وجود تشابه في الاقتصادين الجزائري والتشادي لاسيما في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية وهو ما يوفر فرصا هامة للاستثمار بهذا البلد الذي مازالت ثرواته الكبيرة غير مستغلّة تماما.