شكل المنتدى الاقتصادي الذي ترأسه كل من رئيس التشاد، إدريس ديبي إنتو، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، المنعقد، أمس، بفندق الشيراطون، فرصة سانحة للمتعاملين الاقتصاديين الوطنيين للتعرف أكثر وبصفة رسمية على الإمكانات التي تتوافر عليها التشاد والفرص الاستثمارية المتاحة في عديد القطاعات واحتياجات هذا البلد وكذا الإجراءات والتسهيلات التي يمكن أن يستفيدوا منها في حال ما قرروا الاستثمار بها. وفي هذا الإطار، دعا الرئيس التشادي إدريس ديبي إنتو، المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين لأن يكونوا شركاء لنظرائهم التشاديين والاستثمار في إطار شراكة مبنية على قاعدة رابح - رابح، مؤكدا التزامه بتقديم مختلف التسهيلات وإجراءات الاستثمار في كل القطاعات، وإعطائهم الأولوية في ذلك، لاسيما الصناعات الغذائية واستغلال الثروات الباطنية والبحوث البترولية، باعتبار أن الجزائر رائدة في هذا المجال ولديها إمكانات كبيرة، ومن ثم بإمكان البلدين تطوير هذا المجال بشكل يعود بالفائدة على الطرفين. ولفت الرئيس التشادي، إلى علم المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، أن بلده تتمتع بثروات باطنية ضخمة، كالأحواض البترولية والمنجمية غير المستغلة وعن إرادة بلده بتطوير هذا المجال والذهاب بعيدا عبر شراكة رابحة، إلى جانب كميات معتبرة من الذهب واليورانيوم والرخام والعديد من الثروات المستغلة، إلى جانب إنتاج الإسمنت بكميات معتبرة تصل 700 طن في اليوم، بالإضافة إلى توفرها على 30 مليون رأس ماشية. من جهة أخرى، أكد ديبي إنتو على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي الجزائري - التشادي، خاصة وأن العلاقات بين البلدين لها تاريخ عريق، مشيرا إلى أن المنتدى الاقتصادي المنعقد بالموازاة مع زيارته للجزائر، يعبر عن اهتمامها بتطوير التعاون والشراكة التي ستعود مستقبلا بالفائدة على الطرفين في مختلف القطاعات. وفي هذا السياق، أشار الرئيس التشادي إلى أن الجزائر، من خلال حرصها على التنمية الاقتصادية والنهوض بقاعدتها الصناعية وتاريخها الطويل والإمكانات التي تتوافر عليها، يجعلها تلعب دورا رياديا في القارة الإفريقية وتنميتها، ما يستلزم، بحسبه، توفر الإرادة من كافة البلدان الإفريقية وكذا الشروط الملائمة الكفيلة بإنجاح التجارة والحركية الاقتصادية الإفريقية، خاصة وأن الجزائر تتمتع بوضعية اقتصادية مريحة مقارنة بباقي دول القارة، ومن ثم فهي مثل يحتذى به في التنمية الاقتصادية من خلال تطوير الشراكة معها في كل الميادين. الكفاءات الجزائرية يعول عليها في تطوير قدرات تشاد في المحروقات أدى رئيس التشاد إدريس ديبي إتنو، أمس، اهتمامه «بالكفاءة الجزائرية الأكيدة» في مجال المحروقات لمرافقة التشاد في تطوير قدراته النفطية والغازية. وفي تدخله خلال لقاء اقتصادي ثنائي، نظم بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها ديبي إلى الجزائر، أكد الرئيس التشادي أن بلده الذي باشر تطوير قدراته النفطية والغازية يتوفر حاليا على عدد معتبر من الحقول والكتل هي قيد التنقيب من قبل عشرات الشركات من مختلف الجنسيات. وأضاف في هذا الصدد، أن «الكفاءة والخبرة الأكيدتين للجزائر من خلال مجمع سوناطراك، ستسمح للتشاد بتثمين وتطوير قدراته في مجال المحروقات». وأوضح السيد ديبي «يمكننا العمل سويا من أجل تطوير أمثل لهذا القطاع في التشاد». ويرى الرئيس التشادي أن قطاع المناجم قد يشكل محطة أخرى لتطوير التعاون الاقتصادي والصناعي الثنائي، مبرزا أهمية الحقل المنجمي الذي يزخر به بلده، لا سيما الذهب واليورانيوم والزنك والرخام. كما يتوفر البلد (التشاد) على قاعدة متينة لتطوير صناعة الإسمنت، بالرغم من أن الإنتاج الحالي (700 طن يوميا) يبقي غير كاف للاستجابة للطلب المحلي. وبعد أن شدد السيد ديبي على ترقية التعاون الاقتصادي جنوب - جنوب، دعا المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين إلى المساهمة في تنفيذ مخطط التنمية للصناعة الغذائية بالتشاد. وأعلن في هذا الصدد، عن إصدار السلطات التشادية قانونا حول الاستثمارات جد محفز، ينص على وضع شباك وحيد من أجل مرافقة تنفيذ مخطط الاستثمار. بوشوارب يؤكد دعم الحكومة الجزائرية للشراكة بين البلدين من جهته تحدث وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، عن إرادة الجزائر في بعث قاعدتها الصناعية وإنشاء إطار تنظيمي ملائم لاستقطاب وتسهيل الاستثمار الأجنبي، مؤكدا التشجيع الشامل والتام لمساعدة المؤسسات التشادية للتمركز بالجزائر، وفي نفس الوقت دعم المؤسسات الوطنية في مختلف المجالات توجيه إمكاناتها للتطوير نحو الخارج، وحتى الحكومة الجزائرية مستعدة لتشجيعها لإجراء مشاريع في التشاد وتقديم مختلف التسهيلات والمساعدة لضمان إنجازها ونجاح المشاريع الاستثمارية. وأوضح بوشوارب، أن المؤسسات الجزائرية المشاركة في المنتدى الاقتصادي، ستجد من خلال الملتقى الفرصة لبدء المناقشات التمهيدية لعملية الشراكة التي يطمحون إليها، مؤكدا الفائدة التي ستعود على البلدين من رفع مستوى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المتجسدة بإرادة رئيسي البلدين، ومن ثم فالمنتدى يدل على التفاف الجانبين حول تطوير العلاقات بين البلدين والطموح إلى تعزيزها على الصعيد الاقتصادي من خلال الشراكة المفيدة للمؤسسات الجزائرية والإمكانات المشتركة وتطوير علاقة مثمرة بين المتعاملين الاقتصاديين لإقامة شراكات بمختلف المجالات وتحديدا في مجال الصناعات الغذائية، الخدمات، التجارة والهياكل القاعدية. من جهة أخرى، كان المنتدى فرصة لبعض المؤسسات الجزائرية للتعريف بنفسها وبإمكاناتها ومجالات نشاطها وكذا مساهماتها في الحركية الاقتصادية الوطنية، لاسيما في استحداث مناصب شغل والثروة وتعزيز الدخل الوطني والإنتاج المحلي.