سترافق بعثة من رؤساء المؤسسات الفرنسية "ميداف" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال الزيارة التي سيقوم بها الى الجزائر بداية الشهر القادم·ومن المقرر ان تعقد البعثة ندوة صحفية بفندق الشيراطون في الثالث ديسمبر لاستعراض وضع العلاقات الاقتصادية بين البلدين يعتقد انه ستكون مناسبة للاعلان عن انجاز مشاريع جديدة بالجزائر· وكان وفد الميداف قد اجل زيارة له الى الجزائر برمجت بين 12 و14 نوفمبر الجاري وذلك رغبة منه في مرافقة الرئيس ساركوزي في ثاني زيارة له للجزائر والتي يتوقع ان تعطي دفعا للعلاقات الثنائية لاسيما في شقها الاقتصادي الذي يحتل صدارة اهتمام الطرفين· وتحضيرا للزيارة دعت "الميداف" رؤساء المؤسسات الفرنسية الى ابداء آرائهم حول مناخ الاستثمار وظروف العمل بالجزائر من خلال الاجابة على استبيان يكون بمثابة الارضية التي ستعد عليها الهيئة مذكرتها التي ستسلم لرئيسي البلدين· وركزت الاسئلة التي ضمها الاستبيان الذي نشر في موقع "ميداف الدولي" على رأي اصحاب الشركات المستثمرة وغير المستثمرة بالجزائر في مناخ الاعمال، ومدى التغير والتطور الذي عرفه محيط الاستثمار ومدى رغبة الشركات الفرنسية العاملة بالجزائر في تطوير نشاطاتها، اضافة الى نوعية العراقيل التي واجهتها سواء كانت عراقيل تقليدية او عراقيل جديدة· كما دعا الاستبيان اصحاب المؤسسات الى تقديم اقتراحاتهم بشأن الاجراءات التي يرونها مناسبة لتحقيق تحسن في جو العمل بالجزائر· وكانت الميداف قد عقدت عدة لقاءات هذه السنة مع مسؤولين جزائريين وكذا مع ممثلي ارباب عمل لاسيما المنضوين تحت لواء منتدى رؤساء المؤسسات الذين استعرضوا معهم وضع العلاقات بين المؤسسات الجزائرية والمؤسسات الفرنسية وآفاق التعاون بينهما على ضوء التغيرات التي تعرفها الجزائر لاسيما في سياستها الصناعية وتلك المتعلقة بالخوصصة، دون اغفال التطرق الى المنافسة التي تفرضها شركات اجنبية اخرى على مثيلاتها الفرنسية لاسيما تلك القادمة من الصين والولايات المتحدةالامريكية وكذا دول الخليج العربي· وكان وزير الصناعة وترقية الاستثمارات حميد تمار قد التقى وفدا من الهيئة الفرنسية خلال الزيارة التي قام بها إلى فرنسا أواخر اكتوبر الماضي استعرض فيها علاقات الشراكة عارضا الفرص التي تتيحها الجزائر للشركات الفرنسية التي مازالت توصف بالمترددة عندما يتعلق الامر بالاستثمار المباشر في الجزائر مقارنة بشركات بلدان اخرى رغم ان المنتجات الفرنسية هي الاكثر مبيعا في السوق الجزائرية· ويعترف الفرنسيون ذاتهم بهذا التردد حيث أشار رئيس هيئة ضمان المخاطر الفرنسية "كوفاس" مؤخرا الى هذا الواقع عندما أكد بأن المستثمرين الفرنسيين مازالوا يفضلون توجيه رؤوس اموالهم الى بلدان اخرى رغم ان الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الجزائر عرفت ارتفاعا بقرابة 60 بالمائة بين 2005 و2006 · جون مارك بون قال ان هناك انخفاضا في استقرار المتعاملين الفرنسيين بالجزائر وهو ما خلق فرقا كبيرا بين حجم الاستثمار الفرنسي الذي بلغ 1.7 مليار أورو في 2006 وبين حجم الواردات الجزائرية من هذا البلد التي قدرت في نفس السنة ب4 ملايير أورو سنويا· للإشارة تعمل بالجزائر 250 مؤسسة فرنسية معظمها عبارة عن مؤسسات صغيرة ومتوسطة توظف ما يقارب ال200 ألف عامل·