بينهم 3 صحافيين..استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة    إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران : السوريون يحتفلون بالذكرى ال14 للثورة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    طاقات متجددة : المشاريع المشتركة محور لقاء بين السيد ياسع وسفير ألمانيا بالجزائر    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : إعادة انتخاب براف يؤكد حوكمته في التسيير لخدمة الرياضة في افريقيا    وزير التربية الوطنية يشرف على الاحتفال باليوم الدولي للرياضيات    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48543 شهيدا و111981 جريحا    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا": التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي    خبراء ومسؤولون : الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الأداة الوطنية للإنجاز    فرنسا بدأت استخدام الكيمياوي بالجزائر سنة 1830    المخزن يُكرّس القمع وتكميم الأفواه    مولوجي تلتقي نظيرتها الأردنية    شرفة يترأس اجتماعاً    بلوزداد يواصل رحلة الكأس    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : اعادة انتخاب الجزائري مصطفى براف بالتزكية على رأس الهيئة الرياضية القارية    دراجات: الجزائر تحتضن البطولة العربية 2025 للدراجات على الطريق والدراجات الجبلية    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى تظافر الجهود لمواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة    سوق أهراس.. احتراق 7 حافلات بحظيرة مؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري    تكريم الفائزات في مسابقة المقاولات الناجحات    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    بلمهدي يُرافِع لتكوين مُقرئين ومؤذّنين ببصمة جزائرية    حفاوة جزائرية بالثقافة الفلسطينية    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    الجزائر تدافع عن مصير الضحايا والناجين من الألغام    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    ذوو الهمم قدوة في مواجهة الصعاب    رمضان : آيت منقلات يحيي حفلا بأوبرا الجزائر    مجمع سونلغاز يكرم عماله من ذوي الاحتياجات الخاصة    الجزائر العاصمة: توقيف امرأة تمتهن الطب بدون شهادة أو رخصة    رمضان: "إفطار جماعي ضخم" بالجزائر العاصمة    الأمم المتحدة تحذر من تزايد حدة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية    ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة خلال العدوان الصهيوني إلى 206    عملية استعجالية لتهيئة "سوق العاصر"    أقبو بشعار: التعثر ممنوع لتفادي الانفجار    تسويق 3.3 أطنان من الأسماك في الأسبوع الأول من رمضان    7 موزعات آلية جديدة تدخل الخدمة    خطوة إضافية لإعادة بعث السوق المالية    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    بوشعالة والفرقاني يبدعان بأوبرا الجزائر    دعوة أطراف النزاع إلى اغتنام رمضان لوقف الاقتتال    200 مطعم رحمة تجمع العاصميّين في رمضان    مسابقة لاختيار أجمل بلدية ببومرداس    اجتماع الجزائر نقطة تحول بالنسبة للرياضة الأولمبية القارية    حفظ الجوارح في الصوم    العودة إلى قمم كرة القدم الإفريقية والدولية    بداري يزور الطلبة المصابين في حادث مرور بسطيف    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    رمضان.. شهر التوبة والمصالحة مع الذات    نزول الوحي    قريبا.. إنتاج المادة الأولية للباراسيتامول بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات الاقتصادية بين التميز والتردد
نشر في المساء يوم 01 - 12 - 2007

تبدو العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا كالعمود الثابت الصامد امام كل الهزات التي قد تسببها العواصف السياسية بين الحين والاخر... فهي من دون شك الثابت الوحيد في المعادلة المعقدة للعلاقات الثنائية بين البلدين... وهي كذلك الشجرة التي استطاعت ان تغطي غابة الاختلافات ... ولعلها ايضا عصا التوازن التي تسمح بالمرور من الضفة الى الاخرى في الاتجاهين
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.