أكد الدكتور والباحث بالمركز الوطني للزلازل محمد حمداش، على ضرورة اختيار المقاولين المتخصصين في إنجاز المشاريع السكنية ضد الزلازل مستقبلا؛ تفاديا للكوارث الإنسانية بما أن الجزائر صُنّفت كمنطقة زلزالية. حيث أوضح أن البناء غير المحترف تَسبب في إزهاق الأرواح، مثلما حدث في زلزال الشلف 1980، وزلزال بومرداس 2003، فيما نفى أن تكون المدينة الجديدة بسيدي عبد الله، قد أُنجزت فوق منطقة نشاط بركاني. وبشأن إشكالية التوسع الفوضوي للعمران بالعاصمة، أوصى السيد حمداش بضرورة تدارك الخطر الذي يشكله النشاط الزلزالي المتزايد بشمال البلاد على النسيج العمراني القديم والجديد، مشيرا إلى الإحصائيات الأخيرة التي قُدّمت من طرف المتخصصين حول انتقال ارتفاع نسبة البنايات المهددة بالانهيار جراء النشاط الزلزالي، إلى 5 بالمائة سنويا. ودعا الدكتور حمداش، على هامش الخرجة الميدانية التي قادت لجنة التعمير والبناء إلى المركز الوطني للزلازل بأعالي بوزريعة، دعا إلى ضرورة تبنّي نظام عقلاني وعلمي بحت في الدراسات الخاصة بإنجاز المجمعات السكنية، والنظر بجدية في الإحصائيات الأخيرة حول ارتفاع نسبة البنايات المهددة بالانهيار، إلى جانب إعادة النظر في التقدير غير العقلاني للمساحات في البنايات الحديثة بالعاصمة الجديدة، والتي اتخذ نسيجها العمراني نوعا من الفوضى واللاوعي بالمخاطر التي تترصدها من النشاط الزلزالي المستمر بالمنطقة. وأوضح المصدر أن الزلزال ظاهرة طبيعية عواقبها وخيمة؛ سواء من الناحية البشرية أو المادية، ودليل ذلك ما خلّفه زلزال بومرداس، وبالضبط بمنطقة زموري؛ إذ فاقت الحصيلة الإجمالية 2300 ضحية، إلى جانب الأضرار المادية المعتبرة، مشيرا إلى أن مركز الزلازل لايزال يسجل من 80 إلى 90 هزة شهريا، وأغلبها ضعيفة ولا يشعر بها المواطن، لكن لا بد من استغلالها بطريقة علمية، موضحا أن العاصمة سجلت 7 آلاف هزة منذ زلزال 2003 ببومرداس. وفي سياق حديثه، قال الباحث في علم الزلازل إن التذكير والتحسيس وإحياء الأيام الخاصة بالكوارث الطبيعية، ضروري ومهم، لذلك يجب الأخذ بكل الاحتياطات اللازمة للتصدي لمثل هذه الكوارث الطبيعية؛ لأن من المستحيل وضع حد نهائي لهذه الظواهر؛ باعتبارها ظاهرة ناتجة عن نشاط طبيعي للأرض؛ لهذا يجب الالتزام بعامل الوقاية للتقليل من خطورة هذه الكوارث أثناء حدوثها وانعكاساتها؛ سواء على الجانب البشري أو المحيط. وأوضح الباحث أن مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، له إمكانيات ووسائل تقنية حديثة لتحديد مركز الهزة بدقة؛ من خلال إنشاء محطات لمراقبة النشاط الزلزالي، كما أن التأمين وحماية الممتلكات المادية من كل خطر أو كارثة طبيعية، أمر ضروري، لكن رغم ذلك يجب تجسيد مخططات البناءات المضادة للزلازل، واحترام مقاييس ومعايير البناء في جميع المستويات. كما نفى الدكتور حمداش، بشكل قاطع، تشييد المدينة الجديدة لسيدي عبد الله على منطقة بركانية، كما تداولته عدة أطراف مؤخرا، مؤكدا أن المركز له ضلع في القرارات التي تتخذها وزارة التعمير والبناء بشأن المشاريع؛ على اعتبار المركز عضوا في لجانها، وهو دائم المراقبة لأي حركة اهتزازية؛ ضعيفة كانت أم قوية، لرصد التغيرات الجيوفيزيائية بشكل مستمر.