ما بلغته العلاقات الجزائرية - التونسية من تطور وتطابق في وجهات النظر، هو في الحقيقة ثمرة النضال والكفاح المشترك ضد الاستعمار، أيام كان التضامن والتآزر عقيدة راسخة لدى الشعبين الجزائريوالتونسي، وأيام كان الذود عن الوطن فوق كل اعتبار. وما أحداث ساقية سيدي يوسف، القرية الآمنة التي امتزجت فيها دماء الشعبين، إلا دليل على عرى التضامن، ومحطة من محطات تاريخ الشعبين أرسيت خلالها دعائم المصير المشترك، فقد كانت إسمنت وحدة الكفاح والنضال من أجل الإستقلال. إن المستوى الذي بلغته العلاقات بين البلدين يجسد الوفاء لهذا الماضي والتاريخ المشترك الذي هو منبع فخر الشعبين الشقيقين، وهو ما تجسد فعلا خلال المحنة التي مرت بها تونس، إذ وقفت الجزائر إلى جانبها بكل الإمكانيات حتى تبقى واقفة وموحدة بمنأى عن التجاذبات التي عصفت ببلدان عربية أخرى شهدت ثورات مشابهة فغرقت في النعرات والفتن الطائفية ولا تزال. فالجزائر أدّت واجبها تجاه جارة شقيقة، إدراكا منها بأن قوة تونس هي قوة الجزائر، وأن أمن واستقرار هذا البلد الشقيق هو استقرار الجزائر أيضا، وتونس تدرك أيضا أن أمنها واستقرارها مرهون بأمن واستقرار الجزائر، وما الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي للجزائر، وهي أول زيارة للخارج بعد انتخابه، إلا دليل على الحرص المتبادل على المضي قدما بالعلاقات الثنائية وترقيتها إلى شراكة استراتيجية. بين البلدين الشقيقين الجارين.