كشفت مصادر محلية بالعاصمة ل«المساء»، عن أن والي الجزائر، السيد عبدالقادر زوخ، شرع منذ شهر جانفي الماضي في عقد سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء البلديات لمتابعة سير التنمية بها، والوقوف على مدى التكفل بانشغالات المواطنين، ووضع النقاط على الحروف بخصوص تسيير الشؤون المحلية لسكان العاصمة الذين وجدوا في الخرجات الميدانية التي قام بها زوخ إلى 57 بلدية، فرصة للتعبير عن مطالبهم التي عجزوا في الكثير من الأحيان عن إيصالها ل«الأميار»، حيث فضل الوالي عقد لقاءات مباشرة مع رؤساء البلديات من أجل المتابعة والمحاسبة في نفس الوقت، وإيجاد حلول للمشاكل العالقة ببعض البلديات. وفي هذا الصدد، ذكرت مصادرنا أن الوالي زوخ يعقد اجتماعات مع رؤساء البلديات، حسب الدوائر الإدارية التي ينتمون إليها، حيث اجتمع إلى حد الآن ببلديات دوائر باب الوادي، سيدي امحمد، حسين داي، الشراقة، الرويبة وزرالدة التي التقى بمسؤوليها المباشرين. كما يواصل عقد لقاءات مع دوائر إدارية أخرى إلى غاية عقد اجتماعات مع كل رؤساء البلديات، من أجل دفع وتيرة التنمية المحلية والوقوف على مدى تقدم تنفيذ البرامج المسجلة في إطار المخططات البلدية للتنمية، الصندوق المشترك للجماعات المحلية والإعانات التي تمنح من ميزانية الولاية، حيث أعطيت فرصة ل«الأميار» لتقديم حوصلة عن نتائج العمل الذي يقومون به منذ انتخابهم قبل سنتين من الآن، من خلال مداخلات وجيزة حول مختلف المشاريع التي يجري إنجازها والعراقيل التي يواجهونها، فضلا عن ملفات أخرى هامة، على غرار التجارة الموازية، البنايات الفوضوية، نظافة المحيط، صيانة الطرق، ومدى التكفل بالشباب من خلال إنجاز الأسواق الجوارية والمغطاة، إنجاز المدارس وتحضير موسم الاصطياف لسنة 2015، وغيرها من الملفات التي تطرح بحدة على المستوى المحلي. أول اجتماع كان مع «أميار» دائرة سيدي أمحمد اختار المسؤول الأول على ولاية الجزائر الدائرة الإدارية لسيدي أمحمد التي تضم بلديات؛ سيدي امحمد، المدنية، المرادية والجزائر الوسطى، ليعقد مع مسؤوليها أول اجتماع له في منتصف جانفي الفارط، بحضور الوالي المنتدب للدائرة الإدارية والمديرين التنفيذيين الذين يعتبرون طرفا هاما في اللقاءات، كونهم على دراية بكل التفاصيل التي تخص المشاريع المبرمجة التي يجري تجسيدها والعراقيل التي تعترضها وكذا المشاريع المتوقفة، والأسباب الكامنة وراء ذلك، مع تقديم اقتراحات وحلول بشأنها. وذكر رئيس بلدية المرادية، السيد مراد سامر ل«المساء»، أن الاجتماع الذي خصص للدائرة الإدارية التي ينتمي إليها، سمح بالتطرق لكل الملفات ذات العلاقة بالتنمية المحلية، بما فيها المشاريع والأموال التي خصصت لها، وأن اللقاء كان «مناسبة للمتابعة والمحاسبة في نفس الوقت»، من أجل ضبط الأمور أكثر وتحّمل رؤساء البلديات مسؤوليتهم أمام منتخبيهم والسعي إلى تجسيد المشاريع المبرمجة التي تحظى بدعم كبير من الولاية، خاصة جانب النظافة التي منحها الوالي زوخ دعما ماليا وتجهيزات للقضاء على النقاط السوداء والتدهور الكبير للمحيط الذي فاجأه عندما تولى تسيير شؤون العاصمة في نهاية سنة 2013. من جهته، أوضح رئيس بلدية حسين داي، السيد محمد سدراتي ل«المساء»، أن تعليمات والي ولاية الجزائر كانت شديدة بخصوص نظافة المحيط وإعطاء العاصمة وجها مشرفا، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي خصص للدائرة الإدارية لحسين داي في نهاية جانفي الماضي، والتي تضم بلديات حسين داي، القبة، المقرية وبلوزداد، تم التطرق خلاله إلى ملفات عديدة تخص السكن والمشاريع المبرمجة، معتبرا أن سلسلة الاجتماعات التي يعقدها الوالي مع «الأميار» تمثل تكوينا بالنسبة لهم، بالنظر إلى التوجيهات التي يقدمها، غير أن لهجة زوخ شديدة بالنسبة لبعض البلديات التي تراكمت فيها المشاكل، بسبب تهاون منتخبيها وعدم قدرتهم على التكفل بأبسط الملفات، خاصة مشكل النظافة وتهيئة المحيط الذي لا يزال يطرح في عدد من البلديات التي عجز مسؤولوها عن التحكم فيه، رغم أن بعضهم سبق أن انتخب رئيسا على رأس بلديته في عهدات سابقة ويعرف جيدا النقائص الموجودة بها، الأمر الذي يجعل مواجهة هؤلاء للوالي وتقديم حصيلة موجزة عما أنجز ببلدياتهم أمرا صعبا، مثلما اتضح في الاجتماعات العاجلة التي كانت تعقد بعد كل زيارة ميدانية، حيث كان بعض «الأميار» يتجنبون الحديث ويفضلون تقديم مداخلتهم حول الانشغالات والمشاريع المعطلة مكتوبة أو جد مختصرة. اجتماعات «ماراطونية» بالبلديات تحضيرا للقاء الوالي بلا شكك، فإن عتاب زوخ سيكون شديدا للمتقاعسين الذين عجزوا عن تنفيذ المشاريع المبرمجة، ولا يبلغون عن العراقيل التي تعترضهم ويدفع المواطن ثمنها، خاصة أن الوالي سبق له أن أعطى تعليمات في نهاية كل زيارة ميدانية كان يقوم بها، من أجل التكفل بانشغالات المواطنين ومتابعة العمل ميدانيا وعدم البقاء في المكاتب، والسعي إلى تحقيق محيط نظيف لإعطاء وجه مشرف للعاصمة التي فقدت خصوصيتها بسبب الإهمال، كما ستكون اللقاءات التي ستجمعه مع ما تبقى من رؤساء بلديات فرصة لهؤلاء لتقديم حوصلة عن المشاريع المسجلة التي انتهت أو في طريق الإنجاز أو المتوقفة والأسباب والمشاكل التي تعترضهم، مثلما أكده ل»المساء»، رئيس بلدية سيدي موسى، السيد بوثلجة علال، مشيرا إلى أنها فرصة لمعرفة وضعية كل بلدية، خاصة فيما تعلق بالتمويل المالي ومختلف صيغه، إذ يشتكي العديد من رؤساء البلديات ضعف الميزانية التي لا تستجيب لعدد المشاريع المسجلة وحرمانها من الإعانات التي تقدمها الولاية، عكس بعض البلديات التي تتمتع براحة مالية كبيرة، تمكنها من تجاوز مختلف العقبات والتكفل بانشغالات المواطنين، التي كانت من بين النقاط التي تم التطرق إليها في الاجتماع الذي خصص يوم الأحد الماضي لدائرة الرويبة الإدارية التي تضم بلديات الرويبة، الرغاية وهراوة. وقد أوضح لنا رئيس بلدية الرويبة، السيد زهير وزان، أنه تم التطرق لعدة نقاط تخص المحيط والبيئة، البنايات الفوضوية، التأطير، برامج التنمية المحلية والمشاكل التي تعترضها، كما أعطى زوخ تعليمات ل«الأميار» من أجل العمل المتواصل والمستمر من أجل خدمة المواطن، بينما اعتبر المتحدث الاجتماعات التي يعقدها الوالي مع رؤساء البلديات تشجيعا ودافعا بالنسبة إليهم، وهو الانطباع الذي عبر عنه رئيس بلدية الرايس حميدو، السيد جمال بلمو، والتي كانت ضمن الاجتماع الذي خصص للدائرة الإدارية لباب الوادي في 20 جانفي الماضي، والتي تضم بلديات باب الوادي، القصبة، بولوغين، الرايس حميدو ووادي قريش. من جهتهم، يقوم رؤساء معظم بلديات العاصمة هذه الأيام بالتحضير للاجتماعات التي سيعقدها معهم والي الجزائر، منها بلديات الدائرة الإدارية لبراقي التي تضم بلديات براقي، سيدي موسى والكاليتوس التي عقدت اجتماعا ضم رؤساء البلدية، الأمناء العامين، وبعض المنتخبين من أجل مناقشة كل الملفات التي ستعرض على الوالي والتحضير الجيد للاجتماع الذي ثمنه رئيس بلدية سيدي موسى واعتبره نافذة تطرح من خلالها مختلف العراقيل التي تعيق تجسيد البرامج وإعطاء دفع للتنمية وإظهار كل بلدية على حقيقتها، مع تقييم مدى تنفيذ تعليمات وتوجيهات الوالي الذي أبدى رغبة كبيرة في تحسين الإطار المعيشي للمواطن منذ توليه تسيير شؤون العاصمة منذ أكثر من عام، حيث تعتبر الاجتماعات التي يعقدها حاليا بمثابة مراقبة ذاتية ل»الأميار» الذين لم يسبق أن عرضوا حصيلة نشاطهم أمام مسؤولهم الأول، وهو الأسلوب الجديد الذي جاء به الوالي زوخ، الذي ذكر بعض المنتخبين المحليين أنه كان يجتمع دوريا مع رؤساء دوائر وبلديات سطيف عندما كان واليا عليها من أجل حل المشاكل، خاصة أن ولايتي العاصمة وسطيف تتشابهان من حيث الكثافة السكانية، الأمر الذي يرشحه لرفع التحدي وتقديم حصيلة إيجابية بالنسبة للعاصمة التي تسعى السلطات إلى رد الاعتبار لها وإعطائها الوجه اللائق بها، بعد أن فقدت مظاهر الجمال التي كانت تميزها في السابق، فهل ينجح زوخ في مسعاه ويعيد الاعتبار لعاصمة البلاد التي حظيت في سبتمبر المنقضي، باجتماع وزاري مصغر ترأسه الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال الذي لاحظ وجود تقصير في بعض الميادين، وأكد آنذاك على ضرورة تحسين الوضع في كل ميادين الحياة بالعاصمة.