تبذل مصالح الشرطة والدرك الوطنيين بالعاصمة جهودا معتبرة من أجل تنظيم حركة التنقل والسلامة المرورية بعديد الطرق والمسالك، وتجسدت هذه الجهود بالسيولة المرورية وفرض احترام قوانين التنقل والسياقة، خاصة بالوسط الحضري الذي تظهر به علامات الاختناق بسهولة، ولأجل ذلك كانت مصالح الشرطة قد دعمت سلك الأمن بالعاصمة ليصل حدود 14420 شرطيا لإنجاح مخطط "آزور" خلال هذه الصائفة. ويلمس مواطنو العاصمة والمترددون عليها خلال هذا الصيف وجود طوق أمني وحضور دائم لأصحاب البدلات الزرقاء بمختلف النقاط الحضرية ومثلها بالمناطق شبه الحضرية التي يقوم بتغطيتها أصحاب البدلات الخضراء، ويأتي دعم المصالح المعنية لصفوفها برفع عدد الأفراد وتوفير الوسائل الضرورية من منطلق القضاء على النقاط السوداء لحركة التنقل بالجزائر العاصمة، التي ارتفع بها عدد المركبات الى الضعف إذ لا تخلو مفترقات الطرق ومسالك الأحياء ومختلف الشوارع من التغطية الأمنية، حيث ينصب رجال الشرطة والدرك الوطنيين الحواجز منذ الساعات الأولى للنهار ويتداولون على العمل الى غاية ساعة متأخرة من الليل فيما تبقى المراقبة على مدار الساعة بالمدن والأحياء الكبرى. وما إن يقترب سائق السيارة من الحاجز الأمني إلا ويلمس الجهود التي يبذلها أصحاب البدلات الزرقاء والخضراء من أجل القضاء على النقاط السوداء التي كانت الى وقت قريب مصدر قلق وعناء لمستعملي الطريق، الى درجة أن هناك من صار يستعمل طرقا محاذية أخرى كالطريق الوطني رقم 05 مرورا بمسلكي طريق بن زيان وطريق "لارتيزانا"، بالنسبة لسكان الساحل الشرقي للعاصمة. ويتوقع بعض أعوان الأمن ببرج الكيفان والحميز أن تخف حدة الاكتظاظ المروري بعد شهر، وذلك بعد الانتهاء من انجاز الأجزاء المتبقية من الطريق رقم 24 الذي شهد تحولا جذريا منذ أزيد من سنة، وذكر لنا أحد أعوان الشرطة أن مواقع تقاطع الطرق تبقى بها التغطية الأمنية أكثر من ضرورية على أساس أن العديد من سائقي السيارات لا يستطيعون فرض نظام المرور بفعل تجاوزات البعض، ومنه تتحول هذه الأماكن الى نقاط سوداء يستوجب استدراكها. وينتظر مواطنو شرق العاصمة في ظل هذه التحولات مشروع الترامواي بكل شغف، وحسب البعض فإن استغلاله سيخفف جزء آخر بل ويقضي على آخر مظاهر الاختناق بعد سنتين من الآن على أقصى تقدير، ومنه سيكون الطريق الوطني رقم 24 أحسن حالا مما هو عليه منذ سنوات. وكذلك الأمر بالنسبة لغرب العاصمة ووسطها، حيث يلاحظ أن الحضور الأمني غيّر العديد من التصرفات والتجاوزات الخطيرة التي يقترفها المتهورون، خاصة عند غياب ممثلي حفظ الأمن، لا سيما فيما يتعلق بالتجاوزات الخطيرة والتوقفات المعيقة وغيرها. ويتزامن دعم مصالح تنظيم المرور لحركة المرور تلك المشاريع الهامة لقطاع الأشغال العمومية، والمتمثلة في تدشين العديد من الطرق والمحولات والأنفاق التي لولاها لاستحالت الحركة بالعاصمة، خاصة في ظل ازدياد عدد المركبات إلى قرابة ال3 ملايين مركبة.
مساهمة المواطن طريق للقضاء على الجرائم الصغيرة والمتوسطة وحسب مصدر من أمن ولاية الجزائر فإن دعم صفوف الأمن في كل التخصصات أملته التحولات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وجاء استجابة لتحقيق السكينة والأمن وتسهيل مصالح المواطنين من حيث التنقل دون الخوف على الانسان والممتلكات، وفي هذا الإطار أشار مصدرنا الى أن الحضور الأمني بالمسالك والطرقات لتنظيم المرور هو جزء من استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني القاضية بمكافحة الجريمة الصغيرة والمتوسطة وتطبيق قوانين الجمهورية في مختلف الميادين الحياتية، إلا أن دور المواطن في هذه المعادلة يبقى مهما، من حيث تقربه من مصالح الأمن وفي هذا السياق يذكر المصدر أن الحس الأمني بدأ ينتشر بين أفراد المجتمع، خاصة بعد الأحداث التي مست البلاد، إذ صار المواطنون يبلغون عن وجود سيارات راكنة ومشبوهة أو أشخاص يحاولون الاعتداء على أملاك الغير.. ومع هذا التحول الجديد بدأت تزول عبارة "تخطي راسي" من الأذهان، في إشارة الى أن وعي المواطن بضرورة المساهمة في الأمن ارتقى بشكل ملحوظ. لكن في رأي المختصين في الأمن فإنه للحد من الجرائم الصغيرة والمتوسطة التي تحدث يوميا خاصة بالأماكن العامة كالأسواق والمحطات وغيرها يستوجب تقرب المواطنين من مقرات الأمن للتبليغ عما يحدق بمساكنهم وأحيائهم والممتلكات العمومية، وكسر الطابوهات الوهمية التي تجعل المواطن، يخاف من مقرات الأمن، رغم أنها وجدت من أجل حمايته وحماية ممتلكاته. للإشارة فإن المديرية العامة للأمن الوطني كانت مرارا وعلى لسانها مسؤولها الأول أشادت بدور المواطنين في مساعدة أجهزة الأمن على حفظ الأمن والسكينة وتطبيق قوانين الجمهورية.