أبرز أهداف المهرجان الوطني للزي التقليدي في طبعته الرابعة التي احتفت بأزياء العروس، التعريف عن قرب بطقوس وعادات الأفراح لمختلف مناطق الوطن، حيث شاركت حرفيات أو جمعيات تقريبا عن كل ولاية وحملن معهن أروع الألبسة التقليدية، كما عرفن زوار المهرجان بعادات لا تزال سارية إلى اليوم. "المساء" زارت جناح ولاية سطيف وتعرفت على تقاليد عاصمة الهضاب العليا في إحياء أفراحها. قد لا تختلف عادات إحياء الأعراس والأفراح بمنطقة الهضاب العليا كثيرا، سواء في تجهيز العروس أو عادات الأكل أو حتى تقاليد الحناء وفطور العروس وغيرها. وعن مجمل هذه العادات، تحدثنا السيدة فطيمة حشيشي المشاركة في مهرجان الزي التقليدي عن ولاية سطيف، فتشير بداية بالقول؛ إن العديد من التقاليد المتوارثة عن الأجداد اندثرت لأسباب كثيرة، منها حب التغيير أو حتى كثرة المصاريف التي تتطلبها حفلات الأعراس، والتي بسبب غلاء المعيشة، فإن الكثير من الأسر باتت تتحفظ عن التمسك ببعض التقاليد التي تراها مبالغ فيها بعض الشيء. ورغم اندثار بعض العادات، إلا أن أهمها لاتزال محفوظة، فبعد التفاهم بين الأسرتين، تتحضر أم العريس لتجهيز عروستها فتعمل على شراء من كل شيء اثنين، "ونقصد بذلك الألبسة والأحذية والأفرشة والأغطية وحتى العطور وغيرها، من كل شيء نشتري اثنين كناية عن العروس والعريس، وهذه الأشياء توضع في صرّة" (يعني قماش يتم عقده في الأخير)، تقول المتحدثة مضيفة أن ‘الصرة' تكون مصاحبة بالباروك وهو عبارة عن خليط من التمر وأنواع المكسرات، إضافة إلى أنواع من السكاكر و«الباروك"، حيث يتم رمي حفنتين منه على رأس العروس بعد أن يتم عقد محرمة خضراء على رأسها، فما يعلق في المحرمة الخضراء يتم إرجاعه إلى العريس وأهله إثر العودة، والباقي يتم تفريقه على الحضور ليلة الحناء التي تكون قبل إقامة حفل الزفاف مباشرة. ومن الباروك الذي يلقي على رأس العروس، يتم التقاط 7 حبات تمر يحضر بها طبق "المفرمسة"، وهو طبق تقليدي يشبه الشخشوخة إلى حد ما، لكنه خاص بمنطقة سطيف، حيث يحضر مرقه أساسا من اللحم والتوابل، ثم يوضع العجين المقطع (أي الشخشوخة) في البرمة (القصعة) ويرش بالزبيب والجوز واللوز وترص عليه حبات البيض المغلي، ثم أطراف اللحم والدجاج المحمر، ثم يسقى بالمرق المحضر بالخضر الموسمية. وهذا الطبق التقليدي تأخذه والدة العريس إلى بيت العروس بعد حفل الزفاف، في حين تستقبلها والدة العروس بأطباق البربوشة (الكسكسى) وطاجين الحلو. وبعد مضي 7 أيام عن دخول العروس بيت الزوجية، يبدأ الاحتفال بالزفاف، فترتدي العروس الزي التقليدي للمنطقة ويسمى "البنوار" وهو عبارة عن فستان تقليدي ترتديه بألوان الأخضر والوردي والأزرق الفاتح، ويلبس منه حسب الرغبة والإمكانيات أيضا، فهناك من ترغب في ارتداء فستان إلى اثنين فقط، وهناك من ترغب في ارتداء 7 فساتين كاملة مختلفة الألوان، تضيف الحاجة فطيمة، مؤكدة أنها عادات تمسكت بها الأسر السطايفية لأجيال، إلا أن جيل اليوم يحب التغيير "كلما أعجبتهم عادات جديدة يدخلونها في حفلات اليوم، فبتنا نرى تقاليد مناطق أخرى، وهذا جميل لأن الجزائر كلها بلدنا، إلا أن الاختلاف لا بد أن يكون لأن كل منطقة لها أسرارها التي لابد من الحفاظ عليها"، تختم الحاجة فطيمة حشيشي حديثها.