يبقى مشكل انتشار ظاهرة القمل في أوساط التلاميذ من أكبر المعضلات المستعصية، نظرا لانعدام الوقاية ووعي الأولياء بخطورته الكبيرة على الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعبير عما يعانون منه، سوى الاكتفاء بحك فروة الرأس مرارا وتكرارا، الأمر الذي يستدعي تحرك مصالح التربية لتكثيف عمليات المراقبة الطبية والعمل على التوعية والتحسيس بسبب انتشاره السريع. "المساء" اقتربت من أولياء تلاميذ بعض المؤسسات التربوية ببلديتي بوزريعة وبني مسوس، وتحديدا في الروضات التي كثر الحديث فيها حول ظاهرة غريبة وقديمة جدا، حيث تذمر الأولياء تذمرا شديدا من إصابة أبنائهم بهذا "المرض" الذي جعلهم محتارين كيف يحصل هذا في عام 2015؟ رغم توفر كل أدوات النظافة والحماية من القمل، خاصة. تقربنا من أم طفل أوقفت ابنها عن روضته ببوزريعة لنفس السبب، وعبرت لنا عن صدمتها الكبرى لحدوث هذا الأمر لابنها، تقول: "وضعته في الروضة رغم غلاء ثمنها إلا أن القمل أصبح يغزو شعر ابني، مما أصابني بدهشة كبيرة، وتضيف متسائلة؛ كيف لا تراقب المربيات شعر الأطفال في الوقت الذي يمشطن شعرهم يوميا بعد القيلولة؟ وكيف لم يتم إشعار أولياء الأمور أو حتى الادراة لاتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على هذه الحشرات التي تكون قلة النظافة سببها الأول. من جهتها، تقول أم أخرى بأن القمل لا يعتبر مقياسا لتحديد مدى نظافة الشخص، فقد يلتصق بالشخص حتى وإن كان مفرطا في النظافة ولا يمكن منع الأطفال من الاحتكاك ببعضهم أو اللعب معا، ومن المفترض أن يراقب الأولياء أبناءهم وإنهاء علاج الطفل المصاب قبل إعادة إرساله إلى الروضة حتى لا تتضاعف نسبة الإصابات. من جهة أخرى، تحدثت "المساء" مع الدكتور (م. ق) الذي أغضبه أمر إصابة ابنه بعدوى القمل لدرجة إيقافه عن ارتياد روضة في زرالدة، ليقول بأنه عانى لمدة 15 يوما كاملة من أجل تخليص ابنه ، الذي أصاب بدوره أخواته بالعدوى، ويصف المتحدث هذا الأمر بعدم المسؤولية وقلة الوعي "نحن ندفع أثمانا باهظة للروضات حتى ترسل لنا القمل مع أبنائنا"، يقول المتحدث ويتساءل عن سبب غياب الضمير المهني عند بعض المربيات، ويطالب بفرض مراقب صحي في كل روضة، وحتى في الابتدائيات بسبب اتساع رقعة العدوى بين التلاميذ. واعتبر الدكتور حدوث أمر كهذا في عهدنا مخز جدا، فالصيدليات حسبه - مليئة بالشامبوهات والأدوية المعالجة والمقاومة لهذه الحشرة، مضيفا أنه يجب على كل الجهات المساهمة في توعية الأطفال، من خلال أشرطة وإشهارات سمعية وبصرية وحتى حملات توعوية في المدارس لصالح الأطفال والأولياء والمجتمع ككل.