ينتظر أن يدخل قرار الهدنة الذي أعلنت عنه العربية السعودية، حيز التنفيذ الثلاثاء القادم، ويدوم خمسة أياما قابلة للتمديد لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من إيصال مساعدات إنسانية للمدنيين اليمنيين المحاصرين بحرب مدمرة منذ نهاية مارس الماضي. ولكن وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، ربط تمديد آجال الهدنة لأيام أخرى بمدى احترام الحوثيين لهدنة وقف إطلاق النار. وجاء قرار العربية السعودية في ختام الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، بالعاصمة الفرنسية باريس خصص لبحث الموقف الميداني في اليمن بعد أكثر من شهر منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها العربية السعودية لوقف تقدم مقاتلي حركة أنصار الله الحوثية. وكانت الإدارة الأمريكية ضغطت منذ أيام من أجل وقف الغارات الجوية التي يشنها طيران التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن لإرغامهم على الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها منذ انطلاق تمردهم ضد سلطات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وخاصة من العاصمة صنعاء التي تحولت إلى معقل لهم. وكانت العربية السعودية أول من تقدم بمثل هذا العرض لكن دعوتها لم تلق آذانا صاغية لدى الحوثيين الذين تمكنوا من التغلغل في أوساط السكان في مختلف المدن والمحافظات التي سيطروا عليها، وكان ذلك من بين العوامل التي حالت دون تمكن "عاصفة الحزم" من تحقيق أهدافها بالقضاء عليهم ستة أسابيع منذ انطلاقها. وأرادت العربية السعودية أن تمتثل لنداءات الأممالمتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية التابعة لها التي دقت ناقوس الخطر من مخاطر كارثة إنسانية أصبحت تتهدد حياة مئات آلاف اليمنيين بسبب نفاد المواد الغذائية الأساسية، والأدوية والوقود والمياه الصالحة للشرب، وأصبحت معها حياة هؤلاء في دائرة الخطر المحدق. ولكن هل يقبل الحوثيون بفكرة الهدنة أم أنهم سيستغلونها لتحصين مواقعهم في أوساط السكان، وربما الاستفادة من تلك الإعانات بعد أن شحّت مصادر تموينهم بمختلف المواد الأساسية بسبب تواصل القصف الجوي ضد كل تحركاتهم في مختلف المحافظات. وهو ما جعل السعودية ترهن التزامها بقرار وقف عمليات القصف بالتزام صريح وعلني من طرف الحوثيين ومؤيديهم من الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعدم القيام بأية أعمال استفزازية أو عسكرية. وإلى حد الآن لم تصدر حركة أنصار الله أي موقف من العرض السعودي الذي يحظى بدعم أمريكي، ومن الأممالمتحدة التي تصر على هدنة إنسانية لنجدة المدنيين المحاصرين. وقال وزير الخارجية السعودي، إن وقف إطلاق النار سيتوقف في حال لم يحترم الحوثيون الاتفاق الذي قال إنه "فرصة للحوثيين لتأكيد زعمهم بأنهم يدافعون عن مصالح الشعب اليمني". وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي لعبت بلاده دورا محوربا في إقناع الرياض بوقف إطلاق النار، وقال إنه يتعين على الحوثيين وقف كل قصف أو مناورات أو حتى تحرك لوحداتهم أو التموقع ضمن حسابات تكتيكية عسكرية.