دعت التنسيقية الإسبانية لجمعيات التضامن والصداقة مع الشعب الصحراوي، حكومة بلادها إلى "التحلّي بالشجاعة والتصميم وتحمّل مسؤولياتها التاريخية التي لا زالت عالقة ولم تحسم بعد" اتجاه مستعمرتها السابقة الصحراء الغربية. ودعت التنسيقية الإسبانية بمناسبة قمّة إسبانية مغربية عقدت بالعاصمة مدريد حكومة بلادها إلى "المشاركة بصورة حاسمة في البحث عن حل سياسي يعترف بالحقوق الشرعية للشعب الصحراوي، وعدم الخضوع للابتزاز المغربي والمساهمة بصورة جلية وواضحة في مسلسل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية باعتبار أن إسبانيا تتحمّل جزءا من المسؤولية في هذا الجانب". وكانت التنسيقية تشير إلى اللقاء الذي جمع أول أمس، الوزير الأول الإسباني ماريانو راخوي، ونظيره المغربي عبد الإله بنكيران، بالعاصمة مدريد، تم خلاله تجاهل الطرفين التطرق إلى قضية الصحراء الغربية ضمن اتفاق ضمني بعدم إثارة كل طرف للقضايا الخلافية ضمن صفقة خفية تقتضي صمت الجانب الإسباني بخصوص الصحراء الغربية مقابل صمت المغرب عن قضيتي سبتة ومليلية والحدود البحرية بين البلدين. وذكرت التنسيقية في هذا السياق أن المغرب "يعمل جاهدا من أجل جر إسبانيا إلى سيناريو دائم من انتهاك الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، كما هو الوضع المزري الذي تعاني منه المواطنة الصحراوية تكبر هدي، المضربة عن الطعام منذ أكثر من 21 يوما أمام القنصلية المغربية بلاس بالماس، من أجل المطالبة باستعادة جثمان ابنها الشهيد محمد الأمين هيدالة، الذي اغتيل ظلما وعدوانا على يدي مستوطنين مغاربة بتواطؤ مع الشرطة المغربية". وتزامنت دعوة لجان التضامن الإسبانية مع القضية الصحراوية مع النداء الذي أصدره المجلس البرتغالي للسلم والتعاون من أجل احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين الصحراويين في المعتقلات المغربية. وندد المجلس البرتغالي للسلم والتعاون، في هذا الشأن ب«تدهور وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية بدليل وجود أكثر من 50 معتقلا سياسيا في السجون المغربية يعانون الاضطهاد والمحاكمات الجائرة وكذا انتهاك الحقوق الأساسية للسكان الصحراويين". وأعرب المجلس البرتغالي عن تضامنه مع الأم تكبر هدي، التي تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام، موجها نداءا إلى الشعب البرتغالي للتضامن مع القضية الصحراوية العادلة. وينتظر أن يجتمع يوم غد، وفد عن المجلس مع رؤساء الكتل البرلمانية لمختلف الأحزاب ولجنة الشؤون الخارجية للتنديد بالوضعية الخطيرة التي تعيشها المناطق المحتلّة من الصحراء الغربية.