شارك الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أمس، بجوهانسبورغ (جنوب إفريقيا)، في أشغال الدورة العادية ال23 لمنتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء. ويمثل سلال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في قمّة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المقرر انطلاقها اليوم بجوهانسبورغ. وتميزت الدورة العادية ال23 لمنتدى الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بانتخاب نائب رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، السيد مصطفى مقيدش، رئيسا لمجموعة الشخصيات البارزة لآلية التقييم من قبل النظراء. وكان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، قد جدد أمس، بجوهانسبورغ التزام الجزائر بترقية الموقف الإفريقي المشترك حول برنامج التنمية لمنظمة الأممالمتحدة للفترة ما بعد 2015، المصادق عليه في جانفي 2014 بأديس أبابا. وقال السيد لعمامرة، في كلمة ألقاها خلال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول أجندة التنمية للمنظمة لما بعد 2015، أن هذه الأجندة تشكل ”فرصة” لإفريقيا لإنهاء العمل الذي لم يتم استكماله فيما يخص أهداف الألفية للتنمية. وأكد السيد لعمامرة، يقول ”يجب استغلاله أيضا لإنجاز الأجندة الطموحة لسنة 2063 من أجل إفريقيا”، مذكّرا في هذا السياق بأن قوة إفريقيا تكمن في وحدتها وقدرتها على التعبئة لإنجاز هذا الهدف المشترك. وأردف يقول إن ”الجزائر تتشرف بالمشاركة في هذا المجهود الجماعي للدفاع عن مصالح إفريقيا وترقيتها من خلال مشاركتها الفعّالة في المفاوضات، وكذا من خلال تنظيم اجتماعي الخبراء الأفارقة المخصصين لتقرير التقييم لسنة 2015، حول التقدم المحقق في إفريقيا بغية إنجاز أهداف الألفية للتنمية ومؤشرات أهداف التنمية المستديمة”. واعتبر السيد لعمامرة، أنه من الضروري بالنسبة لإفريقيا الحصول على دعم أكبر من الشركاء لاسيما من خلال مشاركتهم في الندوة حول تمويل التنمية المقررة في جويلية 2015 بأديس ابابا (اثيوبيا)، بغية التوصل إلى ”نتائج ملموسة” في مجال تنفيذ أجندة ما بعد 2015. وتابع يقول إن الذكرى ال70 لتأسيس الأممالمتحدة ”ستسمح بتحقيق قفزة جماعية للمجتمع الدولي لصالح تنمية منصفة على المستوى الدولي”. على صعيد آخر أكد السيد لعمامرة، في تصريح ل(واج) على هامش انعقاد الدورة ال 33 لمبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد)، أنه يجب ”اتخاذ المزيد من الترتيبات الأمنية العملياتية على الساحة الإفريقية من أجل الرفع من مردود التعاون الإفريقي ضد الإرهاب”. وأوضح السيد لعمامرة، في معرض حديثه أن الجزائر لديها ”تجربة في محاربة الإرهاب”، وهي على كامل الاستعداد ”لمد يد العون لكافة الدول التي تطلب ذلك سواء من حيث التكوين أو التجهيز أو تبادل المعلومات الاستخباراتية”. وفي سياق متصل أضاف أن الجزائر ستحتضن المؤتمر الدولي حول ”تمويل الإرهاب” في سبتمبر المقبل، بناء على تكليف من مجلس السلم والأمن ، مشيرا إلى اتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات الضرورية لاحتضان المؤتمر. ونوه الوزير بدور الجزائر في ”توعية الأفارقة منذ سنوات طويلة حول خطورة الإرهاب، الأمر الذي كان يعتبره هؤلاء كما قال ”خطرا على منطقة معينة فقط”، مبرزا في هذا الإطار أن ”الجزائر ستواصل دعم جهود محاربة الإرهاب في القارة السمراء”. كما دعا وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية إلى ضرورة التفكير في صيغ جديدة ”لدمقرطة” مجلس الأمن لخلق نوع من التوازن في صلاحيته وصلاحية الجمعية العامة للأمم المتحدة. وذلك على هامش الأشغال، موضحا أنه ”لابد من التفكير في صيغ جديدة لدمقرطة مجلس الأمن سواء من حيث العضوية أو من حيث التسيير أو من حيث المناهج والصلاحيات”. وأشار إلى أن الدول الإفريقية راغبة في أن يكون هناك ”توازن في صلاحية مجلس الأمن وصلاحية الجمعية العامة”. ونفى رئيس الديبلوماسية الجزائرية في هذا الصدد أن يكون هناك خلاف بين الدول الإفريقية، مضيفا ”أن هناك من يعمل خارج إفريقيا على بلورة خلافات وعلى تقسيم القارة السمراء بشكل يضعف من قدراتنا التفاوضية”. وذكر في هذا السياق بأن إفريقيا ”تنادي بمقعدين دائمي العضوية في مجلس الأمن” وهذا من شأنه أن يجعل الدول التي تظفر بهذين المقعدين تتمتع بكافة الصلاحيات بما فيها حق الفيتو. وفي رده على سؤال حول مستقبل التعاون العربي لإيجاد حلول للأزمات والنزاعات التي تهز العالم العربي طالب الوزير لعمامرة ب«ضرورة تظافر الجهود بين جميع الدول العربية” لإيجاد حلول لهاته الأزمات. وأضاف أن الجزائر ”على أتم الاستعداد لمساعدة الرئاسة المصرية للجامعة العربية في اتخاذ بعض المبادرات التي قد تؤدي إلى تلطيف الأجواء على الساحة العربية، وإلى جعل الجامعة العربية جزء فاعلا في الحل وليس جزء في المشكل”. وكان السيد لعمامرة، قد أكد أول أمس، في الاجتماع الوزاري ال3 للمجموعة الدولية لمتابعة ومرافقة بوركينا فاسو، الذي عقد على هامش أشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، على دعم الجزائر لاستكمال الانتقال الديمقراطي في بوركينا فاسو. على صعيد آخر أجرى وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أول أمس بجوهانسبورغ، محادثات مع نظيريه التانزاني والمالي وذلك على هامش أشغال الدورة العادية ال27 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي. فقد التقى السيد لعمامرة، نظيره التانزاني السيد بارنار مامبي، حيث استعرض الوزيران بهذه المناسبة مختلف الجوانب المتعلقة بالتعاون الجزائري التانزاني في إطار متابعة نتائج زيارة الدولة التي قام بها رئيس الدولة التانزاني في ماي الفارط إلى الجزائر. كما تحادث السيد لعمامرة مع وزير الشؤون الخارجية و الاندماج الإفريقي والتعاون الدولي، المالي السيد عبد اللاي ديوب، حيث تناول معه متابعة الإجراءات المتفق عليها في إطار الاجتماع التشاوري الذي جرى في الجزائر من أجل أن يستكمل في 20 جويلية مسار التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر.