المتجول عبر الأسواق اليومية لمدينة خنشلة يشد انتباهه وعلى غير العادة، ذلك الإقبال الكبير على الأواني الفخارية، خاصة الصحون والقدور التي زينت أرصفة سوق دبي، الشارع المحاذي لملعب "حمام عمار" و"حي بوزيد"، رغم أن اسعارها قد زادت بأكثر من 30، ولاستطلاع الامر تجولنا عبر هذه الاسواق، حيث وجدنا العديد من المواطنين حتى من خارج الولاية خاصة المجاورة منها، كبسكرة، أم البواقي، قسنطينة، باتنة وتبسة، جاؤوا لاقتناء هذه الاواني، كما أن أغلب المهاجرين الذين التقيناهم في الاسواق، لا يرضون بالمغادرة إلا ومعهم تلك الاواني الفخارية، سواء لتقديمها كهدايا أو لاستخدامها في الطبخ، نظرا للذوق الرائع للأكلات المطبوخة في هذه الاواني، خاصة طبق الشربة أو الحريرة، فالجميع اتفق على أن شربة رمضان لا تحلو إلا إذا طهيت في قدر من الطين مع "كسرة" حضرت على طاجين طيني صنعته أنامل النساء على اختلاف أعمارهن... لذا، فإن الكثير من العائلات بولاية خنشلة على اختلاف مستوى معيشتها ودخلها، لا يمكنها الاستغناء عن هذه الاواني التقليدية المصنوعة من الطين والفخار، والتي يكثر عليها الطلب في رمضان المبارك.