أكد الأستاذ مروان عزي، محام مختص في المصالحة الوطنية وقضايا الإرهاب، أن تجسيد مصالحة وفتح حوار شامل وتوافقي بين كل الفئات بولاية غرداية، هو الحل الوحيد لطي صفحات هذه الأزمة وإحباط المؤامرات الأجنبية التي تحاك ضد الجزائر، وتحاول ضرب وزعزعة استقرارها انطلاقا من هذه المنطقة بالتواطؤ مع بعض الأطراف الداخلية. وأضاف الأستاذ عزي، أن كل الأحداث المتعاقبة بغرداية بما فيها قتل ثلاثة مواطنين أول أمس، وارتفاع هذه الحصيلة أمس، مباشرة بعد تنصيب وزارة الداخلية والجماعات المحلية، للجنة أوكلت لها مهمة متابعة ملف الأزمة بالمنطقة، دليل واضح على وجود مؤامرات مفضوحة تعمل على إجهاض كل المحاولات الهادفة لإنهاء النزاع الذي تعرفه منطقة غرداية، والعنف الذي لم يتوقف بالرغم من كل محاولات الصلح، ورسالة من هذه الجهات التي لا تنام الليل وتسهر على إعداد مخططاتها بأنها "ستواصل مؤامراتها على حد قوله . وصرح المحامي الذي كان رئيسا للخلية الوطنية لتطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي انتهت مهمتها مؤخرا بعد 9 سنوات من صدور الميثاق لدى استضافته بمنتدى جريدة "ديكا نيوز" أمس، للحديث عن موضوع "المصالحة الوطنية والتحديات الأمنية التي تواجه الجزائر"، بأن كل التحاليل تؤكد وجود أطراف خارجية تقف وراء هذا العنف بالتواطؤ مع بعض الأطراف الداخلية لزعزعة أمن واستقرار الجزائر، بعد أن فشلت هذه الأطراف في ضرب استقرار الجزائر بقضايا أخرى. وفي هذا السياق يرى المتحدث بأن الإعلان عن المصالحة يبقى الحل الأنجع لإنقاذ المنطقة بعد أن تمكنت المصالحة من إنهاء الأزمة التي عاشتها كل الجزائر خلال العشرية السوداء، وبالتالي فهي قادرة على إنهاء أزمة تعيشها منطقة صغيرة. مضيفا أن المصالحة ستكون عائقا أمام كل محاولات إرجاع الجزائر لسنوات الدمار، حيث سبق وأن عاشت هذه الظاهرة في التسعينيات واكتوت بنار الفتنة وتعرف جيدا نتائج التلاعب بالأمن الذي دفعت ثمنه غاليا. ودعا الأستاذ عزي، إلى حماية الجزائر التي أصبح استقرارها يقلق بعض الجهات التي تسعى لتفكيك وحدتها عن طريق التحريض ومحاولة إعادة فتح جراح ملفات المأساة الوطنية بدعايات وروايات مزيّفة، وغيرها من محاولات تمرير الأطنان من المخدرات التي ترسل إليها، مقترحا تكوين جبهة وطنية موحدة ومتماسكة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت حتى لا تسقط الجزائر في هذه المؤامرات، بمشاركة كل الفرقاء بغرداية وعقلائها إلى جانب أئمتها وأفراد المجتمع المدني لتهدئة الوضع وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي. كما طالب المتحدث أبناء غرداية الذين يتقاتلون "بدون سبب واضح" بالتحلّي باليقظة حتى لا يكونوا لعبة في يد هذه الجهات التي تريد تنفيذ أجندات أجنبية لا تخدم الشعب، وتكون نتائجها وخيمة كما يحدث حاليا في الدول المجاورة التي انهارت وتزعزع استقرارها وأصبحت مسرحا للجماعات الإرهابية. اتصالات متواصلة لتمكين إرهابيين من تسليم أنفسهم وكشف المحامي المختص في قضايا الإرهاب والمصالحة الوطنية، بأن الاتصالات لا تزال جارية حاليا بين السلطات الأمنية وعائلات بعض الإرهابيين بغرداية لإقناع أبنائها الذين حملوا السلاح بتسليم أنفسهم بعد أن تمكنت هذه الاتصالات من إقناع أربعة أرهابيين أول أمس، سلّموا أنفسهم للجهات الأمنية بالولاية.