دعا المحامي المتخصص في المصالحة الوطنية وقضايا الإرهاب، مروان عزي، كل الفاعلين إلى تكثيف الجهود لوضع حد للعنف وإراقة الدماء في غرداية، مؤكدا أن ”ما يحدث في هذه المنطقة انزلاق خطير لا يمكن أن نتحمل تبعاته”، وحذر من تعفن الأزمة أكثر، والتي ستعطي حسبه، الفرصة لمقتنصي المناسبات ليستعملوا هذه الأحداث لتحقيق أهداف وأجندات تحاك في الخارج لضرب استقرار الجزائر. وقال عزي، أمس، خلال تنشيطه لندوة بمنتدى ”ديكا نيوز” بالعاصمة، أن الجزائر تعاني من مخطط رهيب وحرب استنزاف، وأن ما يجري في غرداية عنف لا عنوان له، لأن الأمر لا يتعلق بحركات مطلبية وإنما هو مخطط لضرب استقرار الجزائر، متسائلا: ”ماذا يريد المتقاتلون في غرداية؟”، مؤكدا أنه إذا لم ينجح مسار التهدئة الذي انتهج منذ انطلاق أحداث غرداية، فلابد من اللجوء إلى الحل الأمني من أجل فرض الصرامة، ”لأن ما يحدث الآن في المنطقة خطير ولا يمكننا أن نتحمل تبعاته”. من جهة أخرى، أكد المحامي أن هناك مخابر تشتغل من أجل تصدير وتوزيع الإرهاب من أجل إعطاء الماركة العالمية المسجلة ل”داعش” الذي احتل في وقت قصير دولا وأجزاء واسعة في العراق وسوريا وليبيا، مبرزا أن هناك الكثير من الجزائريين التحقوا بالتنظيم وتأثروا بالفيديوهات التي تتحدث عن الجهاد. وأوضح أن هذه التنظيمات الإرهابية هي تنظيمات مفبركة لا علاقة لها بالإسلام، تستغل لتنفيذ أجندات أجنبية معينة من خلال تأجيج النزاع في الدول العربية والإسلامية. وأشار المتحدث إلى بيان وزارة الدفاع الذي يبرز العدد الكبير للأشخاص الذين تم توقيفهم على الحدود والكمية المعتبرة من الذخيرة التي حجزتها قوات الجيش الوطني الشعبي، وقال إن هؤلاء يعملون بجد من أجل اختراق الحدود حتى يؤكد ”داعش” وجوده في الجزائر، موضحا أن هناك محاولات لاستنزاف قدرات الجزائر، وهذا ما تريده بعض الأطراف التي لم تنجح في زعزعة أمنها واستقرارها. أما فيما يخص الأزمة الليبية، فأكد عزي أن هناك أطرافا دولية لها مصلحة في استمرار النزاع وهي تحاول إفشال كل مسعى للحوار، لأن هذه الأزمة تخدم مصالحها.