صدر العدد الجديد من مجلة «المقام» الخاص بتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، تحت شعار «أصوات صادقة شلت خناجر الاستبداد، حناجر الحرية»، ضمّ العديد من المواضيع المتعلّقة بهذا الشعار من بينها مقال حول الفنان الراحل الحاج محمد العنقى و"سيمفونية قسنطينة" ومسلسل "عذراء الجبل" وغيرها. ضم العدد الجديد لمجلة «المقام» الخاص بشهر جويلية، موضوعا حول تكريم الشيخ الناموس الذي نظّمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بحضور وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي. أما عن موضوع «حناجر الحرية»، فكان اختيار الفنان الراحل امحمد العنقى صائبا وهو الذي غنى «الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا...اتكسر سيف الظلم في الحروب هلكوه الشجعان...ضحات الرجال في الغيب والصحراء وجبالنا.. تحيا الجزائر حرة ويحياو الشبان». كما ضمّ هذا الموضوع أيضا أسماء لمطربين غنوا للحرية مثل الفنانة الراحلة وردة والفنان المصري عبد الحليم حافظ والجزائري عبد الرحمن عزيز وشريف خدام، لينتقل العدد إلى مقال آخر بعنوان «أسماء حلّقت باسم الجزائر في سماء العالمية» من بينها الشاب خالد ونور الدين مرسلي، وكذا مقال تطرّق فيه كاتبه إلى الفنان الراحل صديق الأطفال «حديدوان» من بين ما ضمّ أنّ محمد رؤوف أكاش، قدّم بكلّ حرفية وموهبة كبيرة، برامج ثقافية موّجهة للأطفال ليرحل عنا في سن مبكرة نتيجة إصابته بالفشل الكلوي. وفي ركن «عرفان»، جاء ذكر الفنانة القديرة التي رحلت مريم ماكيبا الملقبة ب"ماما أفريكا"، التي ولدت سنة 1932 بجوهنسبورغ وتحوّلت إلى أبرز الأصوات الغنائية في العالم في خمسينيات القرن الماضي. وبالمقابل، تطرّق العدد في ركنه «نساء الثورة» إلى المسلسل التلفزيوني «عذراء الجبل» بعنوان «راهبة الجبال وقاهرة الاحتلال»، وهو العمل الفني الذي كتب نصه وزير الثقافة الحالي وقام بتمثيل مشاهده، ممثلون من الجزائر وسوريا. دائما مع «نساء الثورة»، وهذه المرة مع إحياء السينما المصرية لكفاح النساء الجزائريات من خلال أعمال فنية أهمها فيلم «جميلة» الذي أنتج سنة 1958 وتناول شخصية المجاهدة جميلة بوحيرد، كما رافق هذا العدد أيضا النشاطات الفنية التي احتضنها مسرح قسنطينة الجهوي خلال شهر جويلية الفارط مثل العرض الفني القصصي الطربي «صولفا» المنظّم من طرف جمعية «كان يا مكان» وبمشاركة الحكواتية سهام كنوش من الجزائر وحليمة حمدان من المغرب. كما احتضن نفس الفضاء «سيمفونية قسنطينة»، وهي مسرحية لجمعية «البليري» للفنون والآداب لولاية قسنطينة، علاوة على استضافة مسرحية «هارمونيكا» للمسرح الجهوي لمعسكر. أما دار الثقافة «مالك حداد» لمدينة الجسور المعلقة، فاحتضنت بدورها فعاليات مهمة تتمثّل في الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للأغنية الأندلسية والتي عرفت نجاحا كبيرا وإقبالا من قبل الجمهور، في حين نظّمت مديرية الشؤون التربوية والثقافية ببلدية قسنطينة الطبعة الثالثة لمهرجان الإنشاد والمديح. كما خصّصت دائرة الكتاب والأدب لتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» نهاية شهر جويلية ليلة لاحتضان شعراء المغرب، حملت شعار «الشعر والتراب»، ليحين دور السودان من خلال تنظيم أسبوعها الثقافي. في إطار آخر، حملت مجلة «المقام»، مقالا حول «دار البحري» التي تقع في حي عبد الله باي بقلب المدينة العتيقة السويقة والتي يعود تاريخ بنائها إلى 500 سنة خلت، وما تزال تحمل أسرار وذكريات العائلات القسنطينية التي كانت تقيم بها احتفالاتها التقليدية. ولم يستثن العدد الجديد لمجلة «المقام» اللغة الأمازيغية حيث نشرت عدة مقالات مثل مقال حول الفنان الراحل فريد علي، ومقال آخر عن مرزاق علواش وغيرها مرفوقا بالصور.