لاتزال مدينة جميلة الأثرية تعيش على وقع الطرب في مهرجانها العربي في طبعته الحادية عشرة، والتي جاءت هذه السنة تحت شعار ”شعب واحد وطن واحد”، وهذا رغم الإقبال المحتشم للجمهور، حيث كانت السهرة الثانية لبنانية - جزائرية. وكان أول من اعتلى المنصة ذاك الذي جاء حاملا معه عذوبة النغمة اللبنانية وحلاوة الكلمة العربية، والذي حط الرحال لثاني مرة بمدينة جميلة الأثرية، خرّيج مدرسة ستار أكاديمي، إنه الفنان الشاب سعد رمضان، الذي قبل اعتلائه المنصة أدت الفرقة الموسيقية وصلات غنائية للفنانة الكبيرة فيروز، على غرار ”نسم علينا الهوى”، ليصعد نجم الأغنية اللبنانية المنصة وسط تصفيقات الجمهور الحاضر، والذي أدى بعض أغانيه، على غرار ”ضد النسيان”، قبل أن يؤدي موالا كتبه خصيصا للجزائر. كما ألهب وأرقص الجمهور على بعض الأغاني الجزائرية، منها أغنية ”بلادي هي الجزائر”، ”يا الرايح وين مسافر؟” للفنان دحمان الحراشي، وكذا أغنية الكينغ خالد ”سي لا في”، ليؤدي بعدها أغاني لأميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية: ”في يوم وليلة” و«بتونّس بيك” و«حرّمت أحبك”، ليؤدي بعدها موالا لبنانيا، وكذا أغنية من التراث اللبناني، واختتم وصلاته الغنائية بمواويل وأغاني من التراث اللبناني. الشطر الثاني من السهرة امتزجت فيه الطبوع الجزائرية بمختلف أنواعها، وكانت البداية بالفرقة التي أتت من ولاية غرداية، وهي فرقة أدت الكثير من الأغاني، وحافظت من خلال حضورها على الموروث الثقافي. وبركح كويكول فرقة إيثران أبدعت من خلال الأغاني التي أدتها ذات الطابع الميزابي، والتي رقص على أنغامها الجمهور الذي كان حاضرا، وبالرغم من أنه لم يفهم اللغة إلا أنها كانت تدعو في طياتها إلى الأمن والسلام بالوطن. الأغنية الرايوية كانت حاضرة من خلال صوت فنانة لها باع طويل في الساحة الفنية؛ إنها الفنانة جهيدة، التي أدت أغنيتين بالطابع الرايوي المحافظ؛ واحدة حول الشهيد أحمد زبانة وأغنية للراحل أحمد وهبي. فريد حوامد هو الآخر كان حاضرا على منصة الموقع الأثري بأغانيه الشاوية الخفيفة التي رقص على أنغامها الجمهور السطايفي. ختام السهرة الثانية من المهرجان كان من أداء الفنان كمال القالمي، الذي أدى أغانيه، والتي رقص عليها الجمهور الحاضر إلى غاية الساعات الأولى من صباح أول أمس، على غرار أغنية خدوج وغيرها من الأغاني ذات الطابع الشاوي. ومن المنتظر أن يسهر الجمهور السطايفي اليوم مع الفنانة ديانا كرازون، أنس صباح فخري، الشاب زينو، حميدو، عبد الوهاب البشاري وأمين تي جي في. الفنان سعد رمضان: الموسيقى ليس لها وطن أو لغة وآمل في ديو مع الشاب خالد هو فنان من مواليد منطقة برجا الشوفية في لبنان، خريج البرنامج العربي ستار أكاديمي في نسخته الخامسة، هو شاب طموح ورومانسي، يحب الغناء منذ صغره. ترعرع في بيت فني، ويقال إن والدته أم كلثوم من لبنان. درس البيانو وعمره لم يتجاوز الثماني سنوات، إنه الفنان سعد رمضان، الذي عقد ندوة صحفية مساء أول أمس، أكد خلالها أن هذه ثاني مشاركة له في مهرجان جميلة العربي، وأنه سعيد بلقاء جمهوره للمرة الثانية، الذي قال بأنه لايزال إلى حد الآن يذكر تفاعله الكبير معه. وبخصوص الأغاني الجزائرية التي أداها على الركح على غرار ”بلادي هي الجزائر” و«سي لافي” والتي تجاوب معها الجمهور الحاضر، أكد أن هذا راجع إلى حبه للجزائر وعشقه لهذا النوع الموسيقي. وعن رسالته الفنية، أكد سعد رمضان أنه يدعو إلى وحدة الشعب العربي، التي تستوجب التلاحم؛ لأن الموسيقى ليس لها وطن أو لغة؛ ”لأنني درست الموسيقى، وأعي تماما قيمتها، خاصة ميزة الأغاني الجزائرية، التي تجمع بين الغرب والشرق”. وعن مشاركته في مختلف المهرجانات أكد أن المهرجانات تتيح لهم فرصة التقرب من الجمهور، وبهذا يكون الفنان سيد الحدث من خلال توجه كل الأنظار إليه. وبخصوص أسماء الفنانين الجزائريين أكد أنه لا يحفظ الأسماء بقدر ما يحفظ أغانيهم، ”وهذا لا يعني أنني لا أعرف الفنانين الجزائريين؛ فأنا أعرف الشاب خالد، الذي أتمنى أن يجمعني به ديو؛ لأنه قيمة فنية كبيرة. وأما عن الجوائز التي حصدها الفنان سعد رمضان، فأكد أنه حصد عدة جوائز، منها جائزة موركس سنة 2008، وجائزة أفضل شاب سنة 2009. جديد سعد رمضان قال بشأنه إنه قام مؤخرا بتصوير فيديو كليب بعنوان ”ضد النسيان”، من كلمات الشاعر علي المولى، وألحان صلاح الكردي. وعن جولاته الفنية القادمة قال سعد بأنه سيقوم بجولات بالولايات المتحدةالأمريكية وأستراليا إلى جانب لبنان، التي ينتظر أن تهدأ فيها الأوضاع من أجل تقديم الأكثر. كما أنه سيحيي حفلات بالجزائر بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية وسهرات الكازيف، وهي الحفلات التي ستسمح له بلقاء جمهوره مرة أخرى، والتعرف على الشعب الجزائر أكثر فأكثر، وخاصة لهجاته التي قال عنها إنها صعبة ولكنها جميلة. كمال القالمي: كل أغانيَّ تدعو الشباب للمحافظة على الوطن الفنان كمال القالمي الذي هيّج الجمهور الذي كان حاضرا بالموقع الأثري بمدينة كويكول الأثرية، عقد، أول أمس، ندوة صحفية، تطرق من خلالها لمشاركته في مهرجان جميلة العربي في طبعته الحادية عشرة، والتي قال بأنها ليست المرة الأولى التي يلقى فيها الجمهور السطايفي الذواق، بل هذه مشاركته الثالثة. وبخصوص المهرجان أكد أن الشعار الذي حملته هذه الطبعة ”شعب واحد وطن واحد”، هو امتداد لجميلة بعلبك وغزة الصمود. وعن الأغاني التي أداها بالموقع الأثري قال بأنه أحب أن يسمع الجمهور ما يعرفه به منذ زمان، كما أنه قام بتأدية أغانيه الجديدة، هذه الأخيرة التي قال بشأنها أن توجه رسالة للشباب؛ بغية المحافظة على الوطن والعمل لبنائه نحو التقدم والازدهار؛ فشعوب الدنيا كلها تغار على جزائر، ونحن لا نملك غير هذا الوطن. جهيدة: مهرجان جميلة سمح لي بلقاء جمهوري بعد 37 سنة من الغياب على هامش مهرجان جميلة العربي في طبعته الحادية عشرة، عقدت صاحبة الأغنية الرايوية المحافظة ابنة مدينة وهران الباهية الفنانة جهيدة، ندوة صحفية بفندق سيتيفيس، أكدت خلالها أن هذه أول مشاركة لها في مهرجان جميلة العربي، منوهة بأهداف المهرجان منذ ترسيمه بولاية سطيف؛ فمن جميلة بلعلبك إلى جميلة غزة الصمود، وهذه الطبعة جاءت تحمل رسالة للم الشمل والوحدة الوطنية. كما أنها أتاحت لها الفرصة للقاء جمهورها بعد 37 سنة من الغياب. وعن الأغاني التي تؤديها قالت الفنانة بأنها تحمل رسائل من التراث الجزائري العريق والغني في ذات الوقت، وأنها متأكدة أن الأذن الجماهيرية في جميلة قادرة على صناعة الفرجة والفرحة في ذات الوقت؛ لأن الفن ذوق قبل كل شيء؛ الفنان دائما يسعى لإرضاء إسماع الجماهير؛ لأنهم، ببساطة، زادُ الفنان الذي يسعى لإطرابهم وإمتاعهم، متمنية أن لا تكون مشاركتها هذه الأخيرة، وموجهة شكرها إلى الجهات الوصية، منها وزارة الثقافة والديوان الوطني للثقافة والإعلام، على توجيه الدعوة لها ولكل القائمين على المهرجان. أصداء المهرجان ^ أثبت الجمهور الحاضر في السهرة الثانية من مهرجان جميلة العربي، جدارته في أداء الرقص على الدبكة اللبناينة؛ من خلال الأغاني التي أداها الفنان اللبناني سعد رمضان. ^استعمل الفنان اللبناني سعد رمضان خلال الندوة الصحفية، كلمة ”بزاف”، وهو ما يؤكد تمكّنه من اللهجة الجزائرية. ^ بعدما كان الجمهور الحاضر يصفّق لفرقة إثران الغرداوية إلا أنه بمجرد اعتلاء الفنان كمال القالمي انقلبت الموازين وهاجت المشاعر. ^عرفت السهرة الثانية من المهرجان إقبالا محتشما للجمهور بالرغم من تسخير ولاية سطيف حافلات مجانية لنقل الشباب إلى الموقع الأثري؛ من أجل الاستمتاع بما سيؤديه الفنانون العرب والجزائريون طيلة عشرة أيام. ^قدّمت خلية الإعلام بولاية سطيف وخلية الإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، خدمات للإعلاميين؛ من أجل القيام بمهمتهم على أكمل وجه.