لم يتخلص تلاميذ الكثير من الابتدائيات من عادة تناول الوجبات الباردة، رغم سلبيات هذه النوعية من الإطعام ومعها تكاليفها المرتفعة بسبب عدم استغلال التجهيزات الحديثة التي تم اقتناؤها لتمكين المعنيين من حقهم في وجبات ساخنة، حيث تم صرف جزء من 8 ملايير دج، لوضع حد للمطالب التي يرفعها أولياء التلاميذ في كل مناسبة لمنع تقديم وجبات باردة لأولادهم، خاصة في فصل الشتاء، وما تبقى من المبلغ خصص لاقتناء تجهيزات خاصة بالصحة، قيل بأنها من نوعية رديئة ولا تجدي نفعا. أماط منتخبو المجلس الشعبي الولائي بالعاصمة اللثام عما وصفوه ب "سوء التسيير" الذي جعل التلاميذ يعودون إلى تناول الوجبات الباردة، رغم تشديد مصالح الولاية على منع تكرار تلك المظاهر، حيث خصصت مبالغ ضخمة في سبيل تمكين التلاميذ في كل بلدية من حقهم في الوجبات الساخنة، إلا أن أعضاء لجنة التربية، التعليم العالي والتكوين المهني ومديريات التربية الثلاث بالعاصمة، أكدوا أن تسيير ملف التجهيزات الخاصة بالمؤسسات التربوية وتسيير وحدات المتابعة والكشف الصحي، تشوبه عدة اختلالات ونقائص. وقد شدد المنتخبون على التعجيل بتسوية المشكل باقتناء تجهيزات ذات نوعية جيدة، كونها تجدد سنويا، نظرا للنوعية الرديئة التي يتم اقتناؤها، والإسراع في توفير حاجيات الوحدات الصحية وترميم مقراتها التي توجد في حالة غير لائقة بالعديد من المؤسسات التي تمت معاينتها خلال الخرجات الميدانية التي قامت بها نفس اللجنة في وقت مضى. وقد وقفت اللجنة على نفس الوضعية في المطاعم المدرسية، حيث بينت الخرجات الميدانية اعتماد الكثير من المؤسسات التربوية، لاسيما المدارس الابتدائية، على الوجبات الباردة رغم تكلفتها المالية الكبيرة، وما استغربه هؤلاء امتلاك تلك المؤسسات لكل التجهيزات الخاصة بالمطاعم، إلا أنه لم يتم تشغيلها، سواء بسبب غياب اليد العاملة أو كونها جد متطورة تستدعي يدا مؤهلة. وأوضح رئيس لجنة التربية بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، السيد محمد الطاهر ديلمي، أنه تم "رصد استمرار استعمال التجهيزات الصغيرة الخاصة بالطبخ أو ما يطلق عليها محليا "الطابونة"، في الكثير من المطاعم، وهو ما يتنافى مع المتطلبات التي تخص المطاعم المدرسية، مؤكدا في هذا الشأن، أن "الاعتمادات المالية موجودة ومتوفّرة وسبق تزويد المديريات الثلاث بما تحتاجه، كاشفا في نفس السياق أن "عدم استهلاك تلك المبالغ وإبقاءها مجمدة يعني بالضرورة عدم تقديم إعانات إضافية، إلا في حال تقدم المشاريع المبرمجة والمسجلة في أقرب الآجال"، وهو ما يجبر مديري التربية بالولاية على تسريع وتيرة كافة الأشغال في مختلف المجالات من أجل حصولهم على إعانات أخرى من طرف المجلس. للإشارة، فإن المجلس الشعبي لولاية الجزائر، منح في السنوات الخمس الأخيرة 8 ملايير دينار لقطاع التربية، بالإضافة إلى 60 مليون دينار خصصت لتجهيز المطاعم المدرسية في إطار ميزانية 2014 لولاية الجزائر، إلا أن الواقع يثبت أن هذه الأموال لم تظهر في الواقع ولم تتحسن ظروف التمدرس.