قام مجلس إدارة فريق مولودية الجزائر بفسخ عقد مدرب النادي البرتغالي أرتور جورج، حسب ما أعلنت عنه الشركة الرياضية لفريق العميد، حيث أوضح بيان للشركة: أنه "بعد ما تم تقديم تقرير حول الوضعية الحالية للشركة، قرر أعضاء مجلس الإدارة بالإجماع فسخ عقد مدرب مولودية الجزائر أرتور جورج". ويحدث هذا في وقت تحتل فيه مولودية الجزائر المرتبة الرابعة في الترتيب العام، وهذا ما يطرح أكثر من تساؤل، كيف يتم فسخ عقد مدرب ترك الفريق في هذه المرتبة؟، وهذا ما حير حتى هذا البرتغالي، الذي صرح بعد هذا القرار: "غير معقول أن أقال وأنا في المرتبة الرابعة"، مضيفا بأنه لازال لم يتلق أجرة ثلاثة أشهر، وهو ينتظر أن تسوى وضعيته المالية قبل المغادرة. ويبدو أن الشارع هو المسيطر دائما على الأوضاع في مولودية الجزائر، على غرار الأندية الأخرى، فمجلس إدارة النادي العاصمي، كان ضد فكرة إقالة أرتور جورج في السابق عندما كان عبد الكريم رايسي رئيسا له، وعندما حاول هذا الأخير أن يتخذ قرار إقالة البرتغالي، ثار بقية أعضاء مجلس الإدارة، ورفضوا القرار وأكدوا بأنه لا يحق لرايسي أن يتخذ أي شيء دون موافقتهم جميعا، وهذا ما أطاح بعد ذلك بالرئيس السابق رايسي، لكن هذه المرة القرار لم يصدر عن رئيس مجلس الإدارة الجديد عاشور بطروني، بمحض إرادته، بل دفع بالقوة إلى إقالة أرتور جورج، من قبل أنصار المولودية الذين تنقلوا صبيحة يوم الخميس الماضي، إلى مقر النادي بحيدرة، وضغطوا على رئيس المولودية، والذي لم يكن أمامه سوى الرضوخ إليهم، ليجتمع بأعضاء مجلس الإدارة ساعة بعد ذلك، ويتفق الجميع على طرد أرتور جورج، بعد أن كاد يعتدى على بطروني في مكتبه من قبل جماعة من المناصرين. ورغم أن بطروني كان يود الاحتفاظ بهذا المدرب السابق لنادي باريس سان جرمان، وأحد الشخصيات الكروية الكبير والمحترمة عالميا، إلى غاية مباراة شبيبة القبائل، إلا أنه لم يصمد أمام الضغط الممارس عليه من قبل المناصرين، مما يعطي لمحة عن هذا الرئيس الجديد للمولودية، والذي يبدو أنه لا يمكنه اتخاذ القرارات الحاسمة وسيرضخ دائما لرغبة الأنصار، فكيف يعقل أن يفسخ عقد مدرب مثل أرتور جورج، جاء الموسم الماضي إلى المولودية، التي كانت تعاني الأمرين، وقبل المهمة المستحلية، حيث وجد النادي برصيد 11 نقطة فقط، وكان يتجه إلى السقوط، غير أن جورج وأعضاء طاقمه الفني رفعوا التحدي ونجحوا في إبقاء الفريق في الرابطة المحترفة الأولى. ومنح أعضاء مجلس الإدارة، مهمة التدريب بالنيابة لمساعد المدرب البرازيلي فالدو، في انتظار تعيين مدرب جديد في الأيام القادمة، غير أن فالدو لا يملك إجازة، وعانى كثيرا مع المديرية الفنية التي حرمته من الجلوس على كرسي الاحتياط، وهذا ما يحير أيضا، فكيف يفكر أعضاء مجلس إدارة المولودية؟ بعد ست سنوات من ما يسمى بالاحتراف.