أُسدل، ليلة أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة، الستار على المهرجان الدولي للمالوف في طبعته التاسعة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، هذا الأخير الذي صادفت ليلته الأخيرة الاحتفال بالذكرى ال 61 لاندلاع ثورة التحرير المظفرة، حيث عرفت ليلة الاختتام مشاركة العديد من الفرق الفنية والفنانين المتخصصين من داخل وخارج الوطن، والتي ساهمت في إعادة الروابط التاريخية بين الدول المشاركة، وكانت لها سوابق في هذا الفن الأصيل لتوضيح الصورة تاريخيا، على غرار فرق من بلجيكا واليونان والمغرب وتونس والعراق. استمتع الجمهور القسنطيني في الليلة الخامسة بحفل مميز؛ حيث نشطت فرقة التراث الموسيقي المغربي من المغرب، مساء السبت الماضي، إذ سافر الجمهور مع أجل الإيقاعات الموسيقية وأجمل نوبات الموسيقى العربية الأندلسية. وقدّم أعضاء الفرقة في البداية مقاطع من نوبة "أصبهان"، فيما أدت العازفة المنفردة لهذه الفرقة ديا زنيبر "كتمت المحبة سنين"، وذلك في جو حميمي ممزوج بالحنين والشاعرية، قوبل بتصفيق حار، كما واصلت الفرقة أداءها لنوبة المشرقي، ثم "استهلال" واستخبار ودرج وانصراف. أما الجزء الثاني من السهرة فكان من حظ الشاب القسنطيني سيف الدين طورش رفقة فرقته المتكونة من تسعة أعضاء، هذا الأخير الذي أمتع الجمهور بنوبة ديل، ثم انصراف "قم تر"، وبطايحي "آجي تر"، وانصراف "طاب صباح" وغيرها من الأغاني والموشحات التي تفاعل معها الجمهور. أما ليلة الختام فكانت وسط حضور جماهيري قوي، حيث استمتع الجمهور القسنطيني في ليلة الاختتام، بحفل مميز، حيث امتزجت على خشبة المسرح أنغام المشرق وموسيقى المغرب؛ في صورة رسمت وحدة العروبة. وأطرب الفنان المصري "محمد الحلو" عشاق الطرب الأصيل من خلال أدائه العديد من الموشحات والأغاني المشهورة، وعلى رأسها أغنية الراحلة وردة الجزائرية "عيد الكرامة"، والتي حاول من خلالها التعبير عن حبه واحترامه لثورتنا المجيدة. ثم صعد الفنان السوري بدر رامي المنصة، وأمتع الحاضرين بأدائه لأجمل القدود الحلبية التي رددوها معه؛ من "يا مالي الشام"، "شمس الشموسة"، إلى الغناء الطربي بصوت رخيم، تفنن في أداء أجمل أغاني محمد درويش، أم كلثوم ووردة الجزائرية، ليكون ختام الحفل مع الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية لولاية قسنطينة بقيادة المايسترو ناصر مغواش، وبمشاركة وجوه فنية شابة من الولاية في طابع المالوف. من جهته، أكد مدير الثقافة ومحافظ المهرجان الدولي للمالوف السيد جمال الدين فوغالي، أن المهرجان لم يكن لينجح لولا دعم رئيس الجمهورية الذي خص المهرجان برعايته السامية، وكذا وزير الثقافة ووالي قسنطينة، الذين لم يبخلوا على أسرة المهرجان، مضيفا أن الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للمالوف كانت ناجحة إلى حد كبير، من خلال الحضور الجماهيري طيلة احتضان عاصمة الثقافة العربية لهذا الحدث الفني الأصيل.