كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف عن فتح سبعة مراكز مرجعية جديدة للتكفل بإصابات فيروس فقدان المناعة المكتسبة، "السيدا" قبل نهاية السنة الجارية. مضيفا أن قطاع الصحة، ومن خلال مخطط العمل للحكومة، يبقي على الوقاية ومكافحة السيدا ضمن الأولويات. وأعلن الوزير، عن تعميم تفعيل الإستراتيجية الوطنية للقضاء على تنقل الفيروس من الأم إلى الطفل وإدخال فحوصات التشخيص السريع للإصابة بفيروس السيدا والتي سيتم تعميمها قصد ترقية أوسع للكشف المبكر لهذا المرض. وأوضح بوضياف، خلال إشرافه أمس على إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا بمعهد باستور بالجزائر العاصمة، أن الجزائر أكدت تسجيلها ضمن إطار الأهداف والالتزامات التي حددها البيان السياسي للأمم المتحدة حول فيروس الإيدز، المؤرخ في جوان 2011 الذي يرمي إلى تعزيز الجهود من أجل القضاء على فيروس السيدا. وقد تميز هذا الالتزام حسب الوزير بإرادة سياسية تأكدت مرارا وتكرارا على الصعيد الوطني والدولي على أعلى مستوى للدولة والتي يعاد تأكيدها مجددا اليوم بشكل رسمي. وقال بوضياف، الذي كان مرفوقا بممثل المنظمة العالمية للصحة بالجزائر وعدد من الإطارات المركزيين للقطاع وممثل برنامج الأممالمتحدة لمكافحة السيدا، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، إن هذه الإرادة السياسية تتمثل أيضا في تعبئة تامة من طرف الحكومة ومجموع المتدخلين، لا سيما المجتمع المدني، عبر أعمال تمحورت أساسا حول إنشاء إطار تنسيق متعدد القطاعات وفقا للمبادئ الثلاثة عبر المرسوم التنفيذي للوزير الأول، فضلا عن وضع المخطط الوطني الاستراتيجي متعدد القطاعات لمكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة "سيدا"، يرتكز على مقاربة تخطيطية تتمحور حول النتائج التي أشادت بها الأممالمتحدة للسيدا "صفر عدوى جديدة وصفر تمييز وصفر وفاة بسبب السيدا"، فضلا عن الإبقاء على اللجوء إلى تمويل مناسب، مع أكثر من 95 بالمائة من الميزانية المخصصة لميزانية الدولة وحدها، من أجل ضمان كافة الخدمات للجميع بما فيها العلاج المضاد للفيروسات الرجعية وذلك بشكل مجاني. كما تتمثل هذه الإرادة في التعزيز المستمر للشراكة مع وكالات نظام الأممالمتحدة وخاصة المتعلقة بمكافحة السيدا وكذا حضور أكبر للفاعلين المؤسساتيين وللمجتمع المدني، حسب وزير الصحة الذي أضاف أن الجزائر، وبفضل هذا الرد الوطني المتعدد القطاعات، حققت تقدما أكيدا، وهو ما أشار إليه المدير التنفيذي للأمم المتحدة للسيدا. وأشار عبد المالك بوضياف، بالمناسبة، إلى أن الجزائر تبقى من الدول التي تسجل نشاطا ضعيفا للوباء، بنسبة تقدر ب0.4 بالمائة إلا أن السلوكات الجنسية الخطيرة والمستوى الضعيف لاستعمال وسائل الحماية واستهلاك المخدرات عن طريق الإبر وظواهر الهجرة، تعتبر من العوامل المضعفة التي اتخذت بعين الاعتبار والتي تفرض منا اليقظة الدائمة. وحيا الوزير، في ختام كلمته، المجتمع المدني لانخراطه أكثر فأكثر في تدخلات الوقاية الجوارية لدى السكان المعرضين للخطر وتلك التي ترمي إلى مساندة الأشخاص الحاملين للفيروس على الصعيدين النفسي والاجتماعي، على غرار التربية العلاجية والوساطة الاجتماعية والنشاطات الجالبة للربح. وفي هذا الإطار، عكفت الجزائر، من خلال وزارة الصحة، وبدعم من برنامج الأممالمتحدة للسيدا، على وضع مخطط للوقاية ومكافحة السيدا للفترة الممتدة بين 2016 / 2020 يهدف إلى القضاء على السيدا مع حلول سنة 2030. من جهته، أكد مدير برنامج الأممالمتحدة للسيدا، عادل زدام أن عدد الحالات الجديدة في السنة تتراوح ما بين 700 و800 حالة مسجلة نسب الوفيات حوالي 150 حالة وفاة في السنة وتعتبر نسبة الإصابات عند الأطفال أقل من 200 إصابة في السنة، علما أن عدد الوفيات بفيروس الإيدز منذ ظهور هذا الأخير فاق الألف حالة وفاة.