أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، أن نسبة انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" في الجزائر لا يتعدى0٫1 بالمائة، مشيرا إلى أن حالات الاصابة بالفيروس عرفت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، بفضل المخططات المتتالية للمكافحة التي اعتمدتها الحكومة. ودعا الوزير، إلى ضرورة مواصلة العمل وتعزيز الشراكة وتنسيق التعاون وتنمية البحوث العلمية في مجال مكافحة داء السيدا بمنطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط. كما أكد بوضياف، بالمناسبة على أن الحكومة عازمة على تجسيد مشروع المركز الإفريقي المرجعي لمكافحة داء السيدا الذي اتفقت الدول العربية على إنجازه بالجزائر في أقرب وقت ممكن. وثمّن الوزير، في كلمة له في أشغال الاجتماع الرفيع للنساء الرائدات في مجال مكافحة السيدا لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، انعقدت أمس، بفندق الأوراسي بالعاصمة، نوعية التعاون والشراكة القائمة بين المنطقتين (شمال إفريقيا والشرق الأوسط)، مع وكالات منظومة الأممالمتحدة وبرنامج الأممالمتحدة لداء السيدا لدعم التعاون ومواجهة مختلف التحديات في مجال مكافحة هذا الداء، مذكرا بالمناسبة بالمبادرة الأخيرة التي ترمي إلى ترقية التعاون جنوب-جنوب وتنمية البحوث التطبيقية حول التحديات الجهوية. وأوضح بوضياف، أن الحالات الجديدة المسجلة للإصابة بالفيروس في الجزائر، انخفضت إلى 700 حالة سنويا، فيما يقدر عدد المصابين ب8 آلاف شخص، أغلبها تتمركز في الشرائح الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا، مضيفا أن النتائج الايجابية المسجلة في مجال مكافحة هذا الداء الخطير هي بمثابة انتصار كبير سمح للجزائر ببلوغ الأهداف المسطرة من طرف الأممالمتحدة إلى غاية 2015. وأكد بوضياف أن الالتزام السياسي المعبّر عنه تكرارا في أعلى المستوى تجسد في المجال السياسي في التجند التام والشامل للحكومة، ولمجموع المتدخلين بما فيهم المجتمع المدني بهدف تحقيق تراجع الأمراض المتنقلة جنسيا والسيدا، وهو التجند الذي تمحور في السنوات الأخيرة حول وضع الإطار التنسيقي متعدد القطاعات وفق المبادئ الثلاثة بواسطة مرسوم تنفيذي للوزيرالأول، تطبيق البرنامج الوطني الاستراتيجي متعدد القطاعات لمكافحة داء فقدان المناعة السيدا والذي تميز بمقاربة للتخطيط مبنية على النتائج وفق ما أملته منظمة الأممالمتحدة لمكافحة داء السيدا "صفر إصابة جديدة، صفر تمييز وصفر وفاة مرتبطة بالسيدا". وينتظر من تطبيق البرنامج الاستراتيجي الوطني بصفة خاصة التقلص الملحوظ للإصابات الجديدة والقضاء على نقل فيروس فقدان المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل، بالإضافة إلى الإبقاء على تمويل معتبر يعتمد بأكثر من 90 بالمائة على ميزانية الدولة، ويسمح بضمان مجانية كل الخدمات بما في ذلك العلاج الثلاثي للجميع. في مجال الكشف، أعطيت الأولوية لمواصلة توسيع تطبيق الاستراتيجية الوطنية المتضمنة القضاء على نقل فيروس فقدان المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل وذلك عن طريق الكشف عن فحوصات ما قبل الزواج، والفحوصات الأخرى وأخيرا استعمال كواشف التشخيص السريع للإصابة بفيروس فقدان المناعة. أما في مجل الوقاية فقد أعطيت الأولوية إلى تدعيم العمل الجواري الذي يستهدف شرائح معنية وفي مقدمتهم النساء في سن الإنجاب. من جهته أشاد المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المتعلق بالايدز ميشال سيديبي، بما حققته الجزائر في مجال مكافحة هذا الداء بعد أن كسرت التابوهات وعززت دور المجتمع المدني ورشحها أن تلعب دورا هاما في المنطقة نظرا لقدراتها المادية والبشرية. وتأسف المتحدث لكون إفريقيا ثاني منطقة من حيث انتشار المرض بسرعة مثلها مثل منطقة أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى ومنطقة مينا.