كشفت مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية المتطرفة أمس عن طموحاتها المتزايدة لشغل كرسي الرئاسة في قصر الإليزي، وسط نشوة فوز حزبها التاريخي في الانتخابات الجهوية. ولم تخف لوبان هذه الرغبة الجامحة لديها وقالت إن الشعب الفرنسي سئم من الأحزاب التقليدية وهو الآن يؤكد من انتخابات إلى أخرى أنه يريد تجريب الجبهة الوطنية. وكشفت نتائج الدور الأول في انتخابات المجالس الجهوية، الانتشار السياسي المتزايد لهذا الحزب اليميني المتطرف في مختلف المناطق الفرنسية عامين فقط قبل موعد الانتخابات الرئاسية في وقت تراجع فيه اليسار بمختلف توجهاته، الاشتراكية والايكولوجية والمتطرفة وعجز يمين الوسط عن استعادة مكانته في ساحة فرنسية مالت كفتها لصالح اليمين المتطرف. وجعلت الخارطة الانتخابية التي رسمتها نتائج هذه الانتخابات في انتظار معرفة نتائج الدور الثاني الأحد القادم، أنصار الجبهة الوطنية لا يجدون حرجا في القول بحق مارين لوبان لأن تكون أول سيدة تحكم فرنسا. وهي القناعة التي لم تخفها مختلف الصحف الفرنسية بمختلف توجهاتها وراحت تسهب في التأكيد أن الجبهة الوطنية أصبحت فعلا على أبواب قصر الاليزي ضمن منحى لم يكن متوقعا قبل سنوات، قبل أن تسير نتائج مختلف الانتخابات العامة والمحلية السابقة باتجاه هذه الحقيقة التي فرضها حصول الحزب في كل مرة على نسب انتخابية أفضل من سابقاتها. وبدأت الأحزاب السياسية تحتاط من الطموحات السياسية للجبهة الوطنية بعد الصعود القوي لها منذ خمس سنوات، حيث حصلت على 11 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الجهوية سنة 2010 و17,9 في انتخابات الرئاسية سنة 2012 و24,86 في الانتخابات الأوروبية سنة 2014 وختمتها ب25,2 بالمئة في الانتخابات الولائية في مارس الماضي. وكرست الجبهة الوطنية مثل هذا المنحنى التصاعدي بعد أن حصلت على نسبة 28 بالمئة من أصوات الناخبين أول أمس، متقدمة على تيار يمين الوسط بقيادة حزب "الجمهوريون" وحلفائه الذي لم يحصل سوى على 27 بالمئة من الأصوات في الانتظار، بينما بقي الحزب الاشتراكي الحاكم يتخبط في مشاكله مترنحا عند عتبة 23 بالمئة.