يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل وتفقّد إلى ولاية سطيف، حيث ستسمح هذه الزيارة بالاطّلاع على مدى تقدم برنامج التنمية بهذه الولاية، مع تدشين وتفقّد مختلف المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي، حسبما أفاد به، أمس، بيان لمصالح الوزير الأول. وستكون الاستثمارات في مجالي الصناعة والري الفلاحي إلى جانب إنجازات تابعة لقطاعات السكن والصحة والأشغال العمومية في قلب زيارة السيد سلال، حيث يطّلع، على الخصوص، على مشروع توسعة مصنع الإسمنت بعين الكبيرة قبل تدشينه ببلديتي العلمةوسطيف، مركّبا لصناعة منتجات من الألمنيوم، ووحدة لإنتاج الكوابل الكهربائية، ومصنعا لإنتاج عجائن من الورق ومركّبا للخزف. كما يقوم السيد سلال بوضع حجر الأساس لربط سد مهوان بخزان مائي أُنجز في إطار التحويلات المائية الكبرى باتجاه السهول السطايفية العليا. للإشارة، فإن هذا الربط موجَّه بالإضافة إلى تموين مدينة سطيف و12 مدينة أخرى بالماء الصالح للشرب، لسد العجز في مجال الموارد المائية في آفاق 2040. ويتضمن برنامج زيارة الوزير الأول كذلك، وضع حجر الأساس لمحيط مسقي بمياه سد مهوان، وكذا تدشين مصلحة العلاج بالأشعة لمركز مكافحة السرطان بسطيف، وازدواجية الطريق الوطني 75 على مسافة 50 كلم بين سطيف إلى غاية الحدود الإدارية مع ولاية باتنة. وبعد أن يسلم ب (القطب الحضري 3392 سكنا) بعاصمة الولاية، مفاتيح شقق للمستفيدين، سيتفقد السيد سلال ورشة إنجاز سوق جملة للخضر والفواكه بالمكان المسمى "عين الصفيحة" بالمخرج الجنوبي لسطيف. على صعيد آخر، يؤكد بعض الفاعلين في تنمية ولاية سطيف، أن منطقة الهضاب العليا السطايفية لا ترغب في العيش على أمجاد الماضي، بل تسعى لرفع تحديات أخرى. وتسعى عاصمة الهضاب العليا لاسترجاع مكانتها كخزان للجزائر، وذلك من خلال التحول مجددا وبعزم، نحو خدمة الأرض عموما، وزراعة الحبوب خصوصا. فهذه الأرض الخصبة والسخية التي هرع نحوها المعمرون الفرنسيون بعد سنوات قليلة من احتلال الجزائر، لطالما موّنت فرنسا وعلى مدار سنوات بآلاف الأطنان من القمح. وكان المعمر الفرنسي المدعو أودورو قد سلب بمعية أسرته، حوالي 160 هكتارا من منطقة بوسالم قبل أن يؤسس مطحنة، جعل شعارها "لكل بلد عمله، وللجزائر عجائن أودورو". وقد علّق في هذا السياق السبتي صدادقة وهو فلاح في العقد السادس من عمره والذي أمضى والده جزءا من فترة شبابه في تعبئة سباغيتي أدورو، بالقول: "لقد قضينا اليوم على جميع أمثال أودورو، لكن من واجبنا رد الاعتبار لهذه الأرض، التي هي هبة من عند الله، للأسف نهملها في بعض الأحيان". وفي واقع الأمر وجد نداء السبتي الآذان الصاغية منذ بضع سنوات، عندما أطلق رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رسميا، ما يُعتبر مشروع القرن بسطيف؛ التحويلات المائية الكبرى للهضاب العليا السطايفية.