استقطب المعرض الوطني للصناعة التقليدية الذي نظم مؤخرا بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب"، العديد من الزوار الباحثين عن هدية قيمة بغية تقديمها لصديق أو رفيق، بمناسبة رأس السنة الميلادية، كما كان المعرض فرصة لعرض الإبداعات والفنون. عرض المشاركون منتجاتهم المصنوعة باليد كهدايا رفيعة تقدم بمناسبة رأس السنة الميلادية، متيحين الفرصة للمواطنين من أجل اختيار منتجات من الصناعة التقليدية، بدلا من اقتناء البضاعة الأجنبية التي قد تكون مجهولة المصدر وعديمة الجودة... حضر أكثر من 20 حرفيا في الطبعة الثالثة للتظاهرة على التوالي، وفقد سجلت منتجات الجلد، الفخار، السيراميك، الخشب، الحدادة التقليدية والحلي حضورها بقوة، في محاولة لاستمالة أذواق عشاق الحرف اليدوية، وخلق تقاليد جديدة في الاحتفال برأس السنة، عمادها تقديم هدية مميزة تبقى كذكرى لمستقبليها لسنوات عديدة. زهرة باشا مختصة في صناعة الفخار على النمط الياباني، أكدت أهمية مثل هذه المعارض في خلق فرصة للمواطنين من أجل اختيار هدية مميزة وتقديمها بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، قالت: "لقد لاحظت تجاوبا كبير من قبل الزوار الذين أقبلوا بقوة منذ أول يوم عرض، بغرض اقتناء هدايا رمزية لقريب أو حبيب والتمتع بها، لاسيما أن كل قطعة فريدة ومميزة". من جهته، أوضح محمد، حرفي في صناعة الحلي، أن معرض الصناعات التقليدية يأتي في إطار حرص الغرفة الوطنية للصناعات التقليدية على النهوض بالحرف اليدوية وتسويق منتجات حرفييها والتعريف بها على نطاق واسع، وخلق فرصة ترويجية لها في مختلف المناسبات، مثلما هو الحال بالنسبة لمناسبة رأس السنة، فقد تضمنت طبعة هذه السنة تنوعا من حيث المنتجات المميزة والابتكارات الفنية التي يمكن تقديمها كهدايا بمناسبة احتفالات آخر السنة، على غرار تحف الجلد، الفخار، الحلي والخشب وغيرها.. وقالت سهام التي كانت تعرض تشكيلة فسيفسائية من المنتجات التقليدية المصنوعة من الخشب والنحاس، أغلبها قطع فنية تساهم في ديكور البيت وأخرى قطع حلي صغيرة، أن الإقبال الذي يعرفه هذا النوع من المعارض هو الذي شجعها على تكثيف أعمالها وعرضها في مثل هذه المناسبات، على غرار أعياد الميلاد، الزواج، الختان، تدخل البهجة والسرور على قلب متلقي الهدية". من جهتها، أوضحت ناريمان، زائرة للمعرض، أن العادات تغيرت كثيرا بين الماضي والحاضر، ولعل أهم أسباب تراجع تبادل الهدية بين الأقارب في المناسبات البسيطة؛ غلاء المعيشة وارتفاع أسعار مختلف الصناعات التقليدية، تقول: "بطبيعة الحال، تغيرت تلك العادات، إلا أن البعض لا يزال يحافظ على عادة تبادل الهدايا، مثلما هو الحال بالنسبة للمقبلين على الزواج والخطاب مثل "مهيبة العروس". أما سمير الذي جاء رفقة صديقه لاقتناء هدية بسيطة لأمه، بمناسبة المولد النبوي الشريف، فاحتار بين فانوس من النحاس التقليدي، وبين قطعة فنية من الفخار كروية الشكل، تحمل نقوشا توضع داخلها شمعة، حتى تزين بها مدخل البيت. وأكد أن الصناعة التقليدية مثالية لتقديمها كهدية، فهي جميلة وتحمل ميزة خاصة بفضل إبداع الحرفي في صنعها، فهي تحمل تعب ورقة وبساطة الحرفي، مؤكدا أن التشجيع على الصناعة التقليدية الجيدة مسؤولية كل الأطراف ابتداء من الحرفي، ثم الجهات المسؤولة على تنظيم هذا النوع من المعارض، وأخيرا المواطن الذي عليه هو الآخر الإقبال على منتج وطنه الذي يعتبر إرثا اجتماعيا.