أكّد الأمين العام للمحافظة الأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، من باتنة، أنّ ترقية الأمازيغية إلى لغة وطنية نابع عن إرادة سياسية، وأوضح في ندوة صحفية نشطها بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" أنّ الأمازيغية "مكسب إضافي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية". ووصف سي الهاشمي قرار دسترة الأمازيغية بالتاريخي والشجاع، مضيفا أنّ الدستور الجديد من شأنه أن يكرّس القطيعة مع الانحراف ويرفع من مقام اللغة الأمازيغية كلغة رسمية تشكّل في الأساس، قيمة مضافة تعزّز الوحدة الوطنية، مؤكّدا أنّ الدولة الجزائرية تبذل جهودا كبيرة من أجل تعميم اللغة الأمازيغية عبر مختلف المؤسّسات التربوية في الوطن، يتعيّن تثمينها باعتبارها تصب في مسار تطوير والمحافظة على هذا التراث الثقافي الوطني. وأشار منشط الندوة الصحفية في هذا الصدد، إلى أنّ المحافظة لها اتفاقيات مع العديد من القطاعات الوزارية، مركّزا في نفس الوقت على ضرورة النظر جديا في كيفية كتابة الأمازيغية بحروفها الأصلية، في إطار تكريس البعد الوطني للأمازيغية والعمل على تحسين وتهيئة الظروف المناسبة لترقيتها، وتعميم استعمالاتها في وسائل الإعلام المختلفة، مذكّرا بدور الجامعة في ترقية اللغة الأمازيغية التي استمدت شرعيتها من الفضاء الجامعي منذ سنة 1990، مشيدا بدورها في تخرّج دفعات من 40 دكتور دولة و74 من طلبة الماجستير في الآداب. وفي استعراضه لبرنامج المحافظة، أكّد سي الهاشمي على ضرورة توسيع تدريس الأمازيغية في المؤسّسات التربوية، ويتضمّن برنامج العمل توسيع دائرة تدريس الأمازيغية عبر كلّ ولايات الوطن لتجسيد بعدها الوطني والاهتمام أكثر بالعمل الجامعي وتوسيع استعمالها في المحيط الجامعي، إلى جانب توسيع دائرة استعمالها في منظومة الاتصال الوطنية من خلال الإذاعة الوطنية على وجه الخصوص، ودعم فتح مخابر ومعاهد وطنية للتكفل بتمازيغت بكل متغيراتها، مضيفا أنّ البرنامج يحمل في مضامينه رؤى وأساليب جديدة، تأخذ في الحسبان تداعيات دسترة الأمازيغية في الميدان، منها البحث في أساليب الترجمة والاقتباس في الأمازيغية وإبراز اللغة الأمازيغية ودعم جهود المحافظة ضمن أولوياتها هذه السنة، لخلق أكاديمية للغة الأمازيغية، وهو المشروع الذي -حسب منشط الندوة- يهدف إلى ترقية اللغة الأمازيغية بكلّ أنواعها والتكفّل بكلّ المشاكل المتعلّقة بحروف كتابتها خصوصا، وأضاف في السياق "أنّ الاستمرار على ما هو الحال في كتابة الأمازيغية بالاختيار الثلاثي للكتابة، هو الحل الأنسب في انتظار تفعيل دور الأكاديمية بعيدا عن الطرح الإيديولوجي". ودعا بالمناسبة، الجمعيات الثقافية التي تحمل مشاريع هادفة، إلى ترقية اللغة الأمازيغية ودعم جهود المحافظة من أجل العمل على تجسيد البرنامج الطموح الذي يأخذ في الحسبان دعم البحوث في التراث الأمازيغي وربط إمكانية تمويل مشاريع الجمعيات الثقافية التي لا يقل عددها عن 914 جمعية تنشط ميدانيا، بمدى تقديم برامج وافية وهادفة.