الكتلة البرلمانية البلجيكية تدعو إلى إنهاء مأساة الشعب الصحراوي قيمت الكتلة البرلمانية البلجيكية غير الرسمية من اجل السلم في الصحراء الغربية نهاية الأسبوع بالعاصمة بروكسل الاوضاع المأساوية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون في مخيمات اللاجئين للفت انتباه المجموعة الدولية الى هذا الواقع المزري القائم منذ ثلاثة عقود. كما خصص الاجتماع لوضع برنامج خاص بالأعمال والنشطات التي ستقوم بها على المدى القصير مساندة للقضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وجاء اجتماع الكتلة قصد الاطلاع على محتوى التقرير الذي أعده الوفد البلجيكي خلال زيارته الأخيرة لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف شهر ماي الماضي. وهو التقرير الذي تضمن استعراضا شاملا لكيفية عمل المؤسسات الإدارية والسياسية في مخيمات اللاجئين والأراضي المحررة إضافة إلى الوضعية الإنسانية والظروف المزرية التي يعاني منها الشعب الصحراوي. وكان أول ما أبرزه معد التقرير لوسيان بالفو الذي رأى أنه من واجبه التنديد بالظلم الذي يعاني منه الشعب الصحراوي في ظل الاحتلال المغربي أنه لا يوجد أي مبرر على الصعيد الإداري يسمح للمغرب بالمطالبة بضم الصحراء الغربية إلى أراضيه. وقال أن الشعب الصحراوي الذي يستحق لشجاعته نيل الاستقلال يشعر بالإهانة لأنه يعيش على صدقة الدول في حين أن له الحق في التمتع بخيرات وثروات بلاده المغتصبة عنوة والتي ينهبها المحتل المغربي أمام مرأى المجموعة الدولية. وأكد بالفو بأن هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الصحراوي ولد العزيمة لدى الشباب المتحمس لرفع السلاح مجددا والدفاع عن كرامته وحقه في الحرية والاستقلال لولا المساعي الحثيثة التي تبدلها جبهة البوليزاريو من أجل تهدئة الأوضاع وبالتالي إعطاء فرصة للعملية السلمية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي تجاوز عقده الثالث. وقدم بالفو تقريرا مفصلا عن طريقة العمل الإداري والسياسي بالصحراء الغربية وأكد أن هذا البلد يتوفر على هيئات منتخبة تعمل بطريقة ديمقراطية، في حين ينص الدستور الصحراوي على أن التعددية الحزبية ستكون أساس الدولة الجديدة التي تريدها جبهة البوليزاريو ديمقراطية ومشجعة لاقتصاد السوق. ولتبرير غياب الأحزاب بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أشار بالفو إلى أنه نظرا للوضع الراهن أي "احتلال الأراضي من طرف قوة استعمارية" فإن مختلف الحساسيات التي تشكل الجبهة قررت وضع خلافاتها جانبا وإقامة وحدة قوية لمواجهة العدو". كما أبرز المقرر"استقلالية العدالة في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" مؤكدا أنه "تماما كما هو الأمر عندنا فإن العدالة مستقلة تماما في حين يرسخ الدستور مبدأ الفصل بين السلطات" وأنه يتم اختيار القضاة لاستقلاليتهم ونوعية تكوينهم. وأبدى في الأخير إعجابه بالإنجازات التي تم تسجيلها في الصحراء الغربية في مجال التعليم والثقافة بالرغم من قلة الإمكانيات. ومن جهتها تطرقت تيريز هوبلارت عضوة في الوفد إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها السكان الصحراويين جراء شح المساعدات الإنسانية من جهة والى ندرة المياه الصالحة للشرب من جهة أخرى وهو ما يؤثر سلبا على الوضعية الصحية والإنسانية للاجئين الصحراويين. وانتهز الممثل جبهة البوليزاريو ببلجيكا جمال زكري اجتماع الكتلة البرلمانية للإعراب عن ترحيب السلطات الصحراوية لتعيين الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس مبعوثا خاصا جديدا للأمم المتحدة بالصحراء خلفا للدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي رفض مجلس الامن الدولي تجديد عهدته التي انتهت في ال 21 أوت الماضي. وهو الموقف الذي دعمه رئيس التنسيقية الأوروبية للجان دعم الشعب الصحراوي بيير غالان الذي أعرب عن مساندته لموقف الصحراويين. للإشارة فإنه من المقرر أن تعقد الكتلة البرلمانية البلجيكية من أجل السلم في الصحراء الغربية اجتماعا لمناقشة مسألة تنقل البرلمانيين إلى الصحراء الغربية بهدف تقييم الأوضاع على أرض الواقع. (و.أ)