دعا برلمانيون جزائريون وأعضاء من المجتمع المدني مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته كاملة بخصوص النزاع في الصحراء الغربية خلال مناقشته لقضية آخر الشهر الجاري، واتهموا من جهة أخرى المغرب بتعطيل تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية·
فقد عقد أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني وأعضاء من لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الصحراوية وممثلون عن اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أمس، لقاء يعد الأول من نوعه لاستعراض جوانب التضامن الجزائري مع الشعب الصحراوي، وأكدوا أنه يتعين على مجلس الأمن التحرك بكل حزم قصد تطبيق لوائح الأممالمتحدة فيما يخص تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وأوضحوا أن الاجتماع القادم لأعضاء المجلس المقرر قبل نهاية الشهر الجاري يجب أن يكون محطة حاسمة في تصفية النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليزاريو منذ عام 1975 · وقال البرلماني عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن تقرير مجلس الأمن الذي سيصدر نهاية أفريل الجاري يجب أن يكون في مستوى تطلعات الشعب الصحراوي من خلال تكريس الشرعية الدولية وإنهاء الأمر الواقع الذي يفرضه الاستعمار المغربي، وبالنسبة للبرلماني الجزائري فإن الكرة هي في مرمى هيئة الأممالمتحدة المطالبة بوضع حد للتعنت المغربي· وجدد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري، دعوة المجتمع المدني، الأممالمتحدة إلى تطبيق لوائحها فيما يخص النزاع في الصحراء الغربية، وأكد أن التقرير القادم لمجلس الأمن يجب أن يحمل توصيات لتنفيذ اللائحتين 1754 و1783 المتعلقتين بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره· ومن جهته تحدث السيد الطيب الهواري رئيس لجنة الصداقة البرلمانية مع الشعب الصحراوي، عن النشاط التضامني الذي تقوم به مختلف الحساسيات الوطنية وأعلن عن احتضان البرلمان الجزائري يومي 26 و27 أفريل الجاري وعشية صدور تقرير مجلس الأمن حول الصحراء لندوة برلمانية يشارك فيها ممثلون عن لجان الصداقة الإفريقية والأوروبية مع الشعب الصحراوي وتخصص لرفع صوت المتضامنين مع الشعب الصحراوي من جهة، وحمّل البرلمان الاسباني على تحمل مسؤولياته امام الحكومة الاسبانية ودفعها باعتبار اسبانيا لها مسؤولية تاريخية في احتلال المغرب للصحراء نحو اتخاذ مواقف من شأنها ان تساهم في إنهاء معاناة الصحراويين· ومن جهته أعلن عضو اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي ورئيس بلدية الجزائر الوسطى السيد الطيب زيتوني، عن تسطير برنامج يدخل في اطار النشاط التضامني مع القضية الصحراوية، حيث تقرر تنظيم أسبوع الجزائر بمخيمات اللاجئين الصحراويين في ماي القادم يتم خلاله تجديد اتفاقية التوأمة بين مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية وبلدية الجزائر الوسطى· وعلى صعيد آخر اتهم المشاركون في هذا اللقاء المنظم بمقر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، المغرب بعرقلة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء، وأكدوا ان التاريخ اثبت دائما انه يعمل في صالح الشعوب المظلومة وان شعب الصحراء الغربية سينال استقلاله وأن القضية مسألة وقت فقط· وعلى صعيد آخر حيا مساعد المحافظ السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة السيد كريغ جونستون أول أمس، الجهود والأعمال التي قامت بها الجزائر من أجل مساعدة اللاجئين الصحراويين· وقال في تصريح للصحافة أدلى به عقب جلسة عمل جمعته مع وزير التضامن الوطني السيد جمال ولد عباس، أن الجزائر تقوم بعمل كبير تجاه اللاجئين الصحراويين المتواجدين فوق أراضيها وكذا لفائدة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا· وأشار السيد جونستون إلى أن المحافظة السامية للاجئين لمنظمة الأممالمتحدة بصدد التحضير لإنجاز دراسة حول "جميع حاجيات اللاجئين الصحراويين وذلك لتحليل وضيعتهم الحالية وهذا بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري بهدف "التحدث مع الدول المانحة من أجل مساعدات محتملة"· ومن جهته أكد السيد ولد عباس على ضرورة تعزيز العلاقات مع المحافظة السامية للاجئين لمواصلة "المهام النبيلة والعمليات الإنسانية التي يتم القيام بها قصد التخفيف من معاناة اللاجئين الصحراويين بتندوف"· كما أكد استعداده لوضع تحت تصرف المحافظة السامية للاجئين فرق من الأطباء والأخصائيين النفسانيين الذين "أثبتوا كفاءتهم" خلال الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد وكذا خلال المأساة الوطنية للتدخل تحت إشراف هذه المؤسسة الأممية· ويذكر أن السيد جونستون وصل الاثنين الماضي إلى الجزائر في زيارة دامت يومين توجه بعدها إلى مخيمات اللاجئين بتندوف للإطلاع على أوضاعهم·