تقني سام في مجال الصحة بولاية تيزي وزو، شاب في العشرينات مختص في العلاج الفيزيائي، دفعه إحساسه بمعاناة المرضى إلى اختراع أوّل آلة سنة 2013 لإعادة تأهيل المصابين بشلل الوجه النصفي، ليخترع مؤخرا آلة تعمل على تخفيف آلام التهاب فقرات الرقبة، هذا المرض المنتشر بكثرة والذي تعاني منه الأغلبية. حاصل على براءة الاختراع لكلتا الآلتين؛ عبد الله دريش هو المخترع الذي التقيناه في المعرض الخاص بالمخترعين الجزائريين في قصر المعارض، وكان لنا معه هذا الحوار: ❊ اختراع آلات تخفّف من آلام الغير، أمر لم يخطر على تفكير الكثير من الأطباء الذين يستعين معظمهم بأدوية وعقاقير، فكيف وردتك الفكرة؟ — أرى أنه من واجب أي طبيب العمل على راحة المريض والتخفيف من معاناته، والسعي في سبيل الوصول إلى علاج يريحه من الأدوية التي كثيرا ما تتسبب له في أمراض أخرى مزمنة، وبما أنني تقني تخصّص علاج فيزيائي، ونظرا للنسبة الكبيرة من المرضى الوافدين إلى المستشفى من أجل إعادة تأهيل أعضائهم المشلولة، منها الفكان والعمود الفقري، فكرت في هذين الاختراعين سعيا مني إلى تخفيف معاناة المرضى ... ❊ حدثنا عن الاختراعين وأهميتهما الحالية في مجال العلاج الفيزيائي؟ — كما هو معلوم، بات العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل من أهم الفروع الطبية باعتباره يستعمل في معالجة الكثير من العلل، مثل الأمراض الروماتيزمية، أمراض العظام، أمراض الأعصاب، أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يساهم في عودة الحركة والحياة للمريض، حيث يتم الاستعانة بالعوامل الفيزيائية المتعددة، مثل التطبيقات الساخنة والباردة، التيارات الكهربائية، التدليك والتمارين.. إلى غيرها، كما أن إعادة التأهيل تساعد على تكيّف الشخص مع الحياة الطبيعية، ودخول هذين الاختراعين الحائزين على براءة الاختراع من طرف المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية في مجال العلاج الفيزيائي، عزّز حظوظ العديد ممن يعانون من شلل الفكين والتهاب المفاصل في الشفاء .. ❊ هل هذا يعني أن هذين الاختراعين دخلا مجال العلاج الفيزيائي، وأنّ المعالجة بواسطتهما باتت سارية المفعول حاليا، إن كان الأمر كذلك فماذا عن النتائج؟ — أجل استعملت هذين الجهازين في علاج العديد من الحالات والنتائج مشجّعة للغاية، إذ أنّ الجهاز الأول الذي حزت بفضله على جائزة أفضل اختراع لسنة 2013، ساهم في مضاعفة حظوظ الكثير من المصابين بشلل الوجه النصفي في تحريك الفك، والاختراع الثاني الذي يعمل بواسطة شحنات كهربائية لتدفئة وتسخين الجهة المتضررة من الرقبة أو فقرات العمود الفقري وإعطاء، بالتالي، أوامر للمخ بهدف تنشيط إفرازات المادة اللزجة أو الهلام المساهم في منع احتكاك الفقرات ببعضها البعض وتجنيب المريض الألم الحاد الناجم عن ذاك الاحتكاك، فنتائج المعالجة بواسطته هي الأخرى ملفتة ومبهرة ... ❊ وماذا بعد هذين الاختراعين؟ — أكيد، هناك اختراعات في الأفق، لكن كل ما نحتاجه هو اهتمام الساهرين بالمجال الصحي، لما تجود به أدمغة الشباب من اختراعات هامة واحتضانها، ومنح هذا الأخير أي الشباب المخترع الاهتمام الكافي، إن أردنا للشاب العبقري البقاء وبذل المزيد من العطاء، فنحن نأمل من الجهات المسؤولة والوصية أن تمنح المخترع إمكانية تجسيد اختراعاته على أرضية الواقع. بدل أن تبقى حبرا على ورق، ليساهم بذلك المخترعون في دعم مجالات حيوية والحد من الاستيراد بعملة باتت بالفعل صعبة، نظرا لتدهور سعر الدينار، خاصة أن البلاد تجتاز مرحلة اقتصادية جد حرجة، لهذا نرجو أن نجد أذنا صاغية...