التحقت المكتبات الجزائرية بركب المكتبات العربية المنضمة إلى فضاء الفهرس العربي الموّحد، وأصبحت تشكل بوابتها التاسعة، بهدف تحقيق التواصل بين مختلف الباحثين والدارسين والمثقفين من مختلف الدول، من خلال رقمنة مؤلفاتها وتوفيرها على هذا الموقع الكبير، الذي دخلته 56084 عنوانا. وبهذه المناسبة، قام وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد الطاهر حجار ووزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، رفقة رئيس مشروع الفهرس العربي الموّحد، صالح السند، أول أمس بقصر الثقافة، بالإعلان عن تشكيل بوابة المكتبات الجزائرية ضمن هذا المشروع الكبير الذي أسسته مكتبة "الملك عبد العزيز" العامة (المملكة العربية السعودية). وفي هذا السياق، قال وزير الثقافة إن هذا المشروع وليد سنوات طويلة من العمل المضني، حيث بدأت بلورته سنة 2007 ولم يعرف النور إلا يوم 25 فيفري 2016، ليضيف أن الملكة العربية السعودية أرادت أن يتحقق هذا المشروع رغبة منها في تمكين الباحثين العرب من التواصل بينهم والنهل من المكتبات العمومية والجامعية مجانا. وأشار المتحدث إلى مشاركته في أكثر من اجتماع لهذه الهيئة حينما كان مديرا للمكتبة الوطنية، ولاحظ عن قرب توسع الفهرس العربي وقدرته على إبراز الكنوز المعرفية للعديد من المكتبات العربية، ليعود ويؤكد على طبيعة العلاقات الجزائرية السعودية التي قال بأنها ضاربة في التاريخ. من جهته، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ إن الجزائر أرسلت نداء سنة 1996 إلى الجامعات العربية لرقمنة المكتبات، وهو ما حدث، ليقدم مثالا بالجزائر التي قامت برقمنة مكتبة جامعة الجزائر "1" والتي تضم أكثر من مليون مؤلف، لينتقل إلى تشكيل بوابة جزائرية بالفهرس العربي الموّحد، وهي العملية التي يستفيد منها كل قارئ وباحث باعتبارها غير مقتصرة على المؤلفات الجامعية وحسب. كما أضاف المتحدث أن هذه العملية ستمكن من التقليل وربما القضاء على السرقات الأدبية والعلمية، رغم أنها ضئيلة في الجزائر وهذا بعد رقمنة المؤلفات، وهو الأمر الذي كان مستعصيا من قبل، خاصة فيما يتعلق بالمؤلفات المكتوبة باللغة العربية، ليؤكد أن تشكيل فهرس عربي موحد ليس بالأمر اليسير، حيث يتطلب التحكيم في الجانب التقني من العملية وكذا إيجاد حلول لحقوق تأليف الكُتاب. أما الدكتور صالح المسند، رئيس مشروع الفهرس العربي الموحد، فقال بأن هذا المشروع جاء بعد تجسيد الجهود الجزائرية السعودية، ليضيف أن المشروع الذي يضم كل من بوابات الإمارات العربية المتحدة، السودان، المملكة العربية السعودية، البحرين، سلطنة عمان، الأردن والمغرب، سعيد بضم بوابة جديدة وهي بوابة الجزائر. كما أشار الدكتور إلى أن الفهرس العربي الموّحد، يساهم في حفظ المكانة المعرفية للدول العربية من خلال المحافظة على ماضينا وبناء حاضرنا وكذا استشراف مستقبلنا، وهي مسؤولية تقع على عاتق المثقفين، خاصة أن ثلاثة بالمائة فقط من المعلومات الموجودة في الأنترنت مكتوبة باللغة العربية. للإشارة، أنجز مشروع البوابة الجزائرية بالتعاون بين وزارة الثقافة، ممثلة بالمكتبة الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة بجامعة الجزائر "1" وكذا مركز البحث في الإعلام العلمي والتقني، إضافة إلى الفهرس العربي الموحد المتمثل في مشروع تعاوني غير ربحي تقوم عليه مكتبة "الملك عبد العزيز" العامة في المملكة العربية السعودية. وتهدف بوابة المكتبات الجزائرية إلى خدمة الباحثين والمهتمين بالتراث الفكري الجزائري بتيسير الوصول إليه من خلال بوابة واحدة في شبكة الأنترنت، وتعد هذه البوابة الفهرس العربي الوحيد الذي يجمع المكتبات الجزائرية بجميع أنواعها في شبكة مكتبية واحدة. كما تأتي هذه البوابة في إطار الشراكة التي يقدمها الفهرس العربي الموّحد من أجل بناء قاعدة معلوماتية موحدة لكافة الأوعية والمحتويات العربية، من أجل تحقيق أهدافها في خدمة الثقافة العربية والإسلامية وتطوير المكتبات العربية، كما أضحت بوابة المكتبات الجزائرية أهم مصدر لنشر التراث الفكري والثقافي الجزائري، إضافة إلى إمكانية تحقيق التعاون مع كافة المكتبات العربية.