يعترف المدير العام للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية أن جلب المرونة اللازمة للتكيف السريع مع المحيط الدائم والمتغير يؤدي بجل المؤسسات إلى وضع سياسات معينة لتطوير مواردها البشرية، وهذه السياسات لا تتواجد بدون نشاط تكويني مستمر وهادف، وهو ما يلتزم به السيد فريدي عز الدين الذي يعتبر التكوين نشاطا عاديا تختص به مصلحة تسيير الموارد البشرية داخل المؤسسة. رصدت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية غلافا ماليا قدره 10 ملايير سنتيم لتكوين ما يزيد عن 30 إطارا في مواضيع متعلقة بقانون الصفقات والمالية والمناجمت، والتي سيضمنها معهد "أنباد" ببومرداس الذي وقع اتفاقية مع الوكالة لمرافقة إطاراته وتكوينهم في مواضيع متعددة، أكثر من ذلك تجاوزت الوكالة النسبة القانونية التي حددها القانون لمجال التكوين لتتراوح نسبها ما بين 4 و5 بالمائة من الكتلة المالية الشهرية للأجور للمؤسسة والتي تفوق ال100 مليون دج شهريا. من هذا المنطلق، يؤكد السيد فريدي عز الدين أن وظيفة التكوين في المؤسسات الاقتصادية الحديثة هي أهم مقومات التنمية البشرية التي تعتمدها هذه الأخيرة في بناء جهاز قادر في الحاضر والمستقبل على مواجهة الضغوطات والتحديات الإنسانية، التقنية والإدارية التي ترتبط مباشرة بالفرد، كونه إنسان من جهة والمحرك الأساسي لتطوير وتنمية المؤسسة من جهة أخرى.الأرقام والمعطيات التي أطلعنا عليها الرجل الأول للوكالة، تدل على الاهتمام المتزايد "بوظيفة التكوين" نظرا لارتباطها بمستوى أداء الفرد للوظيفة التي يشغلها، فانخفاض أداء الفرد وكفاءته يعتبران علامة واضحة للتدخل المباشر من قبل إدارة الموارد البشرية لاتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة هذا الانخفاض، بحيث ينتج عن هذا التدخل رفع مستوى أداء الفرد إلى مستوى المقاييس المطلوبة، وهو ما حصل في "أنسريف" التي يشكل إطاراتها ما يزيد عن ال70 بالمائة من الموظفين. السيد فريدي عز الدين الذي انطلق من فكرة أن من أهم المشاكل التي تعاني منها المؤسسات اليوم هو مشكل تكوين الموارد البشرية التي تعتبر وظيفة حساسة ومهمة في تمكين المؤسسة من مسايرة المتطلبات الداخلية والآفاق المستقبلية، اقتنع أن التكوين وسيلة فعّالة في خدمة مصالح المؤسسة، وحتى يؤدي العنصر البشري وظائفه كاملة بالمستوى المطلوب وفقا لما تحدده المؤسسة من أهداف، فلم يتردد في الاستعانة بخبرات أجنبية ذات صيت في مجال السكك الحديدية على غرار ألمانيا، فرنسا وإيطاليا. وبدا واضحا أن "أنسريف" من بين المؤسسات القلائل التي تستثمر في العنصر البشري ليس فقط من خلال التكوين، بل بضمان بقائهم بالمؤسسة من خلال امتيازات ورواتب مغرية تضمن وفاءهم للمؤسسة، ويقول مدير الوكالة إن العلم والتكنولوجيا أصبحا السبيل الأسرع للنجاح. وترتكز سياسة التكوين على عدة محاور أولها التوظيف الذي يشمل 70 بالمائة من الإطارات من كل الاختصاصات من الجامعات الجزائرية عبر الوطن. كما أن الاحتكاك مع مكاتب دراسات وطنية وأجنبية في الداخل أو خارج الوطن، هو محور آخر تعتمد عليه الوكالة التي لا تتردد في إيفاد إطاراتها لحضور أبسط الملتقيات واللقاءات التي تتم داخل أو خارج الوطن، في خطوة ترمي إلى تحرير العامل من أنماط التكوين الكلاسيكية، بالاضافة إلى محور آخر يتعلق بنظام الشراكة مع الممولين ومكاتب الدراسات المكلفة بالمراقبة أو الإنجاز، والتي تتكفل بتقديم تكوين وضمان نقل المعارف والخبرات مقابل عقود الشراء.. مستوى آخر من التكوين وانتقاء الكفاءات تضمنه الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، من خلال اتصالها بالنخبة الجامعية الممتازة وأوائل الدفعات المتخرجة والذين تضمن لهم مناصب عمل وتكوين متخصص ومستمر قبل أن يتم إدماجهم بشكل كبير في المؤسسة.