حذرّ الأديب العراقي برهان شاوي، من خطر اعتبار الرواية التاريخية وثيقة رسمية، خاصة حينما يتلاعب كاتبها بالحقائق التاريخية، مقدّما مثالا عن مسلسل الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي قدّمه كاتب العمل على أنّه من الصحابة بيد أنّه مجرد طاغية ينتظر قطف الرؤوس. وأضاف الأديب العراقي برهان شاوي، الذي حلّ ضيفا على برنامج "موعد مع الرواية" أمس بقصر الثقافة، أنّ كلّ رواية هي محطة من التاريخ ولا تستلزم في ذلك ضمّها لوثيقة رسمية، مشيرا إلى وجود أعمال غير تاريخية إلاّ أنّها شكّلت مصدرا لا يستهان به للتعرّف على الحقبة التي كُتبت فيها، مثل رواية "الحرب والسلام" لتولستوي التي ذكر فيها غزو نابليون لروسيا سنة 1812. وتحدّث شاوي في هذا اللقاء عن دواوينه الشعرية ورواياته وكذا عن موقفه من الأديب الراحل الطاهر وطار، إضافة إلى مسألة علاقة الرواية بالتاريخ وكذا تخصّصه في الرواية السينمائية، وعرف عن هذا الأديب كتابته لأطول رواية عربية بعد رواية "ألف ليلة وليلة" حيث تتكوّن من سلسلة من الأعمال أو المتاهات التي لجأ إليها بعد أربعين سنة من كتابة الشعر، وفي هذا قال شاوي، إنّ الرواية تُعدّ ديوان العالم بحيث أصبحت منتشرة بشكل رهيب مقارنة بالشعر، مقدّما مثالا عن صدور 600 رواية بالعراق في غضون عشر سنوات. واعتبر المتحدث أنّ توجّهه للرواية بعد سنوات طويلة من الشعر، كان غرضه الخروج من ضيق العبارة التي لا تجد لها فسحة من الفضاء في الشعر، مضيفا أنه لا يعتقد بأنّه سيرحل عن هذا الجنس الأدبي لما في كنهه الكثير مما يجب أن يحكيه، وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى أنّ الكثير من الشعراء تحوّلوا إلى الرواية مثل بوشكين، فيكتور هيغو، أرغون، سرفنتس وغيرهم، مضيفا أنّهم اشتهروا في مجال الشعر لكن شهرتهم في الرواية فاقت كلّ التوقّعات وتركت أثرا في نفوس القرّاء. كما كشف المتحدّث عن كتابته لمتاهة جديدة تحمل رقم سبعة ومن ثم سينطلق إلى متاهة ثامنة بعنوان "متاهة الأنبياء" ليختتمها ب"متاهة الرب" بعد أن كتب لحدّ الآن ست متاهات وهي "متاهة آدم"، "متاهة حواء"، "متاهة قابيل"، "متاهة الأشباح"، "متاهة إبليس" و"متاهة الأرواح المنسية"، مشيرا إلى أنّه اختار كتابة تسع متاهات نسبة لعدد جحيم دانتي التي بلغ عددها التسعة. وانطلق برهان في عالم الرواية من خلال كتابته لرواية "الجحيم المقدّس" و"مشرحة بغداد" قبل أن ينطلق في كتابة متاهاته، وفي هذا قال إنّه كتب "مشرحة بغداد" تأثّرا بما كان يحدث في بلده حينما عاد إليه سنة 2005، حيث شهد مجازر رهيبة وهو ما ذكّره بمشهد عاشه منذ سنوات خلت، وهذا حينما حضر رفقة خطيبته الطبيبة درسا تطبيقيا حول تشريح الجثث. ورفض الكاتب ادعاءات البعض بتناوله للخطاب الديني في متاهاته رغم أنّ كلّ الشخصيات الرجالية تحمل أسماء آدم وقابيل وهابيل والشخصيات النسوية تحمل اسم حواء أو ايفا، وقال إنّه يطرح عدّة أسئلة تمسّ قصصا وردت في الكتب السماوية ويحاول أن يستفسر عن قضايا مهمة متعلّقة بالإرادة والحرية أو الإجابة عن سؤال "هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟". بالمقابل، اعتبر المتحدث أنّ الكثير من الروايات يمكن أن تتحوّل إلى أعمال سينمائية بسهولة وهو ما اكتشفه خلال دراسته للسينما بموسكو، لينتقل إلى حادثة ربطته مع الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار، حيث كان شاهدا على رفض هذا الأخير شيكا على بياض من طرف رئيس تحرير مجلة "الاتحاد" الإماراتية لكتابة مقال أسبوعي، بل منح الجريدة روايته "الشمعة والدهاليز" لنشرها كحلقات. ميهوبي يعلن عن تنظيم مسابقات جديدة أعلن وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، عن تنظيم عدّة مسابقات في المستقبل القريب والبداية بمسابقة حول القصيدة المصوّرة، حيث يتم اختيار أفضل قصيدة مصوّرة إما على "اليوتوب" أو على فضاء آخر، حيث يتم تسليط الضوء على عملية تحويل الشعر إلى عمل متحرّك، كما كشف أيضا عن تنظيم مسابقة أحسن سيناريو مقتبس من نص أدبي جزائري تكون ثمرة لمهرجان حول هذا الموضوع. بالمقابل، ثمّن الوزير على هامش حضوره للقاء الأدبي "موعد مع الرواية" الذي استضاف أمس، بقصر الثقافة الأديب العراقي برهان شاوي، كلّ النشاطات الأدبية المنظمة وأولها برنامج "موعد مع الرواية" الذي يحتضنه قصر الثقافة كلّ يوم سبت وكذا برنامج "موعد مع الشعر" الذي يُنظم كل ثلاثاء بمكتبة الحامة، في انتظار تنظيم لقاء حول السينما وآخر حول الفن التشكيلي الذي قال عنه الوزير إنّه بصدد التفكير في إنشاء سوق لها.