كرّمت المحافظة السامية للغة الأمازيغية، أوّل أمس، الشاعرة الجزائرية أنيسة محمدي المقيمة بفرنسا، نظير أعمالها الإبداعية التي كلّلت بمجموعة من الدواوين الشعرية التي صدرت بفرنساوكندا، والوقوف عرفانا لمجهودها في نقل الثقافة الأمازيغية في المحافل الدولية من خلال الأشعار التي صدحت بها في العديد من المنابر الأجنبية، ولكن صوتها غائب في الجزائر. جابت الشاعرة أنيسة محمدي عدة دول واحتفي بها وبمؤلفاتها الشعرية الناطقة بالفرنسية والأمازيغية، منها كندا ونيكاراغوا والمكسيك إلى جانب فرنسا الدولة التي تقيم فيها، وتقول الشاعرة المتخرجة من كلية البيولوجيا بجامعة تيزي وزو أن مشاركتها الدولية ليس تمثيلا لها للجزائر وإنما لأعمالها الإبداعية، منبهة إلى أنّ الدعوات التي تتلقاها هي بسبب ما تصدره من كتب وليس الوصاية أو وزارة الثقافة التي ترسلها. وأضافت المتحدثة، أوّل أمس، في الفضاء الأدبي الذي تنظمه المحافظة السامية للغة الأمازيغية دوريا بقاعة السينما "الخيام"، أنّها لأوّل مرة تستضاف من قبل مؤسّسة حكومية للحديث عن تجربتها الأدبية، وأنه اللقاء الأوّل مع جمهورها المحلي. وتحدثت الشاعرة عن تجاربها في كتابة خمسة دواوين شعرية وقصة والتحضير لإعداد دراسة حول "أحداث 17 أكتوبر"، وعن علاقة الشعر بالبيولوجيا، إذ ترى أنّهما يشتركان في أنهما يبحثان عن أمور غير مرئية، ومثلما يتم ذلك في البيولوجيا عن طريق الوسائل الدقيقة، ففي الشعر يتم بجمالية اللغة، وأشارت إلى أنّها بدأت تروي فضولها الأدبي من خلال مطالعة الأدب الفرنسي، وفي 1996 استهلت في نظم أولى أشعارها. وفي هذا الأمر، قالت أنيسة محمدي إنّها تكتب عالمها الخاص الذي تسميه "الحديقة" تغرس فيه كلماتها لينبت لاحقا أشعارا جميلة، ووجدت نفسها مرتاحة في الكتابة باللغة الفرنسية منذ 1996، ولكنها سرعان ما تحولت للكتابة بالأمازيغية منذ وفاة المطرب الراحل معطوب الوناس، وأكدت تأثرها بالشاعر الحكيم آيت منقلات، مشيرة إلى أنّ اللغة الأمازيغية تبقى اللغة الأم فقط تحتاج لوسائل أخرى لتثقيفها. وعن الشعر تقول أنيسة محمدي أنه فن اللغة وهناك فن النقل الشفهي أو فن الإلقاء، وتكتب عالمها الخاص باعتمادها على ثلاثة مقومات هي الخيال والإحساس والبلاغة اللغوية، وتستخدم هذه البلاغة دون خيانة صور الخيال والإحساس. تم تكريم بالمناسبة المتوجة في المسابقة التلفزيونية "ألحان وشباب" سيليا ولد محند، تشجيعا لها ولمواصلة تشبثها بالموسيقى الجزائرية الأصيلة والأمازيغية على وجه خاص.