جدد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، بوهران، إصرار قيادة المؤسسة العسكرية وبتوجيهات من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على مواصلة مشوار الرفع من قدرات كافة القوات المسلحة، مبرزا الرعاية الخاصة التي تحظى بها القوات البحرية من أجل جعلها قوة رادعة فعلية، تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر المستقلة وتتساوق مع المهام الدستورية الموكلة إليها. الفريق قايد صالح، الذي التقى بإطارات وأفراد الواجهة البحرية الغربية، بمناسبة زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران، أين أشرف على تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح- سطح من قبل طاقم السفينة الغراب "الظافر" رقم المتن 920، ألقى كلمة توجيهية هنأ فيها طاقم السفينة "الظافر" على تحكمهم الجيد في الأسلحة والمعدات، مذكرا بالجهود التي تم بذلها في السنوات الأخيرة من أجل تطوير وعصرنة القوات البحرية. وقال في هذا الإطار "يزداد إصرارنا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وبفضل توجيهات ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على مواصلة مشوار الرفع من قدرات عموم قواتنا المسلحة التي تعتبر القوات البحرية جزءا أساسيا من مكوناتها الكبرى"، مضيفا بأن هذه القوات "حظيت من أجل ذلك، ولا تزال تحظى من لدنا بالرعاية التي تستحقها على كافة الأصعدة، مما جعلها تقطع أشواطا بعيدة في كافة المجالات وتصبح مفخرة من مفاخر الجيش الوطني الشعبي، الذي بقدر ما يعتز بما حققه من خطوات عملاقة في مجال التطوير والتحديث واكتساب كافة مقومات القوة". بعد أن عبر عن تشرف الجيش الوطني الشعبي دوما "بما أنيط به من مهام دستورية عظيمة ويعد شعبه بأنه سيكون دوما في مستوى هذه المهام وفي مستوى الثقة التي نعلم يقينا بأن شعبنا يشرفنا بوضعها فينا"، حرص الفريق على التذكير بالتاريخ المجيد للبحرية الجزائرية "التي كانت ملكة البحار دون منازع خاصة في البحر الأبيض المتوسط". وذكر في هذا الصدد بأن "تعلقنا بتاريخنا الوطني واعتزازنا به، يجعلنا في الجيش الوطني الشعبي، نتمعن باستمرار في مساره الثري ونجعل منه قدوة تستحق منا التذكر والاقتداء"، وأضاف يقول "ينبغي أن لا ننسى إطلاقا تلك الفترة الذهبية في تاريخنا العسكري والوطني التي كانت فيه البحرية الجزائرية ملكة البحار الأولى دون منازع وكانت القوة العظمى التي كان يحسب لها ألف حساب لاسيما في البحر الأبيض المتوسط". الفريق قايد صالح خلص في كلمته بأن هذا "العمق التاريخي الوهاج لقواتنا البحرية" تحرص قيادة الجيش الوطني الشعبي "على أن يكون مصدرا ثريا من مصادر الاعتزاز وباعثا قويا من بواعث الإصرار على وضع القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي على المسار الصحيح وجعلها قوة رادعة فعلية، تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر المستقلة ذات الجذور الثورية العريقة، وتتساوق بالأساس مع المهام الدستورية الموكلة إليها ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني". وتندرج زيارة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية الثانية في إطار مواصلة الزيارات التفقدية والعملية إلى مختلف النواحي العسكرية، والمتابعة الميدانية للمشاريع المبرمجة في مخطط تطوير القوات، ومتابعة مدى تنفيذ برامج التحضير القتالي. وتابع الفريق قايد صالح الذي كان مرفوقا باللواء سعيد باي قائد الناحية العسكرية الثانية، واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، بمضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية بوهران تمرين رمي الصواريخ من قبل طاقم السفينة الغراب "الظافر" رقم المتن 920، التي تعززت بها قواتنا البحرية مؤخرا في إطار برنامج تحديث وعصرنة أسطولها البحري، والتي أشرف السيد الفريق على رسوها وتفتيشها في 5 نوفمبر 2015 بميناء القوات البحرية بالأميرالية. تنفيذ تمرين الرمي تم على هدف سطحي، عبارة عن باخرة قديمة تم تخصيصها كدارئة للرمي، حيث تم تمثيل معركة بحرية ضد هدف بحري معاد، ويهدف هذا التمرين إلى إتقان التحكم في استعمال الأسلحة الكبرى المعتمدة لدى القوات البحرية خاصة الصواريخ المضادة للسفن الحربية ومراقبة فعالية الأسلحة المكتسبة. تنفيذ الرمي بنجاح وتدمير الهدف السطحي بدقة عالية، يعد ثمرة التحضير القتالي الجيد للأطقم والتحكم في الأسلحة والمعدات، ما يؤكد التطور والجاهزية العملياتية التي وصلت إليها وحدات القوات البحرية الجزائرية في السنوات الأخيرة. وبمقر قيادة الواجهة البحرية الرئيسية مرسى الكبير، قام السيد الفريق بتفقد وتفتيش وتدشين عدة مرافق بهذه القاعدة البحرية الإستراتيجية، لتتواصل زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بتفقد وحدات ومؤسسات أخرى.