سلّم الدكتور صالح بن محمد الأمين العام للمنظمة العربية للصليب والهلال الأحمرين، فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة درع فارس الإنسانية، استلمه نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، نظير المجهودات التي يبذلها في سبيل دعم العمل الإنساني. ويأتي هذا التكريم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للهلال والصليب الأحمرين الموافق ل8 ماي من كل سنة، والذي حمل هذه السنة شعار "في كل مكان وللجميع"، وجرت فعالياته أمس بالمنتدى الدولي بفندق الهيلتون بحضور متميز لممثلين عن الصليب والهلال الأحمرين من كل من مالي، تونس، ليبيا والصحراء الغربية. وبالمناسبة، قالت "رئيسة جمعية الهلال الأحمر السيدة سعيدة بن حبيلس"، بأن الجزائر كانت ولازالت تمثل ذلك الحضن الآمن لكل لاجئ أو محتاج أو مضطهد، وأن هذه الصفة ليست وليدة اليوم؛ لأن العمل الإنساني سياسة امتدت في الجزائر عبر التاريخ إلى سنة 1862، وهو ما يُعرف بحادثة المسيحيين بدمشق، والتي بادر فيها الأمير عبد القادر إلى احتضان هذه الفئة، ورد على منتقديه بالقول إن عقيدته المحمدية هي التي جعلته يدافع عن إنسانية الأفراد". وذكّرت المتحدثة بالتحديات التي واجهت الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية بالقول إن كل هذه المعاناة جعلته اليوم شعبا واعيا، يبادر بدعم كل الشعوب المضطهدة باسم الإنسانية؛ سواء في فلسطينالمحتلة أو الصحراء الغربية، كما وجهت رسالة باسم الهلال الأحمر الجزائري، دعت فيها كل الفاعلين في الحقل الإنساني لأن يكونوا قوة ضاغطة على أصحاب القرار، ليعيدوا التفكير في تداعيات قراراتهم على الشعوب، خاصة أن المجتمعات اليوم تعيش وضعا إنسانيا متدهورا لم تشهده منذ الحرب العالمية الثانية. من جهته، قال الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام ورئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، بأن "الاحتفال باليوم العالمي للصليب والهلال الأحمر الجزائري مناسبة للوقوف وقفة احترام وتقدير لكل المجندين في الحقل الإنساني الذين يخاطرون بأرواحهم للتخفيف من المعاناة، ومناسبة أيضا للتفكير في الأوضاع الحالية التي يعيشها العالم الذي تحول إلى مسرح للنزاعات المسلحة التي خلفت آلاف اللاجئين والمشردين ما يعكس حالة اختلال في المنظومة الاقتصادية والمالية والتجاوزات الدولية. وفي سياق آخر، أشار حافظ الأختام إلى أن العمل الإنساني اليوم يواجه تحديات غير مسبوقة يتحملها العاملون بهذا المجال من المتطوعين نتيجة تزايد عدد الضحايا واتساع بؤر التوتر الامر الذي جعل العمل الإنساني لا يقتصر على دوره التقليدي ممثل في التزويد بالغذاء وإنما تعداه إلى مرافقة الضحايا من اللاجئين. كما أكد المتحدث بأن احترام قواعد القانون الدولي الإنساني من الأمور التي تؤثر تأثيرا إيجابيا على العالم، وهي الأولوية التي اعتمدتها الجزائر في سياستها وظهرت جليا في كونها كانت السباقة للانضمام إلى مختلف الاتفاقيات التي تعلن من خلالها تفاعلها مع القانون الدولي في مجال احترام الحريات، مشيرا إلى أن من بين الاتفاقيات التي أبرمتها الجزائر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر تلك التي تتعلق بزيارة المؤسسات العقابية للاطلاع على وضعية المحبوسين، كان من أهم نتائجها إجراء 271 زيارة إلى 89 مؤسسة عقابية، تم خلالها التحدث إلى 6212 محبوسا، مؤكدا "بأن الجزائر في مجال تنفيذ التزاماتها أنشأت اللجنة الوطنية للقانون الإنساني هذه الهيئة الاستشارية أوكلت لها مهمة تسهيل تنفيذ القانون الدولي الإنساني والتعريف به. من جهته، حياّ إلياس غانم (مدير عام للشرق الأوسط)، الشريك الهام في الاتحادية الدولية للهلال الأحمر الجزائري، المجهودات التي يبذلها الفاعلون من المتطوعين بالهلال الأحمر الجزائري، مؤكدا على ضرورة الشراكة بين الفاعلين في الحقل الإنساني مع الحكومات والحركات الدولية لحماية المتطوعين.