تميزت البطولة الوطنية المحترفة والتي أسدل عليها الستار مؤخرا بسيطرة واضحة لإتحاد العاصمة الذي نجح في افتكاك لقب القسم الأول، فيما كانت المنافسة في الرابطة الثانية على اوجها حول اللقب والصعود. حامل اللقب " اتحاد العاصمة" دخل الموسم الكروي بقوة، حيث لم يترك أية فرصة لمنافسيه في السباق نحو لقب البطولة، وتمكن من حسمه لصالحه قبل انتهاء الدوري بعدة جولات، ليمحو بذلك خيبة موسم 2014 /2015 التي عانى فيها نادي سوسطارة الأمرين، وكاد يغادر الرابطة الأولى المحترفة، حيث تمكن من تحقيق البقاء في الجولة الأخيرة. كتيبة المدرب ميلود ورغم خسارتها في أول مباراة لها هذا الموسم ضد الجار نصر حسين دجاي، استدركت أمورها سريعا وأطلقت العنان لسلسلة النتائج الإيجابية، ليتسع الفارق بين نادي سوسطارة وأقرب ملاحقيه إلى 10 نقاط كاملة. لم يكن ينتظر الكثير من متتبعي البطولة الوطنية المحترفة تراجعا في أداء العديد من الأندية الكبيرة التي لها باع طويلة في الدوري المحلي، على شاكلة فريق مولودية الجزائر الذي اكتفى للموسم الثاني على التوالي باللعب على ورقة البقاء، وحامل اللقب للموسم الماضي وفاق سطيف الذي فشل في الدفاع عن لقبه، منهيا الموسم في المركز الخامس. في المقابل، تميز موسم "2015-2016" بمفاجأة سارة لفرق جديدة، تمكنت من التفوق على منافسيها وفرض نفسها ضمن كوكبة الريادة، على غرار شبيبة الساورة الذي حقق إنجازا تاريخيا بإحرازه للمركز الثاني الذي يعطيه حق المشاركة لأول مرة في تاريخه في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. كما أن دفاع تاجنانت كان قريبا من تحقيق نفس الإنجاز، لولا تراجع نتائجه في الجولات الأخيرة من البطولة، إلا أن موسمه كان إيجابيا للغاية بالنظر إلى الأداء الكبير للاعبيه، والاستقرار في الطاقم الفني والإداري. فريقا ولاية البليدة عانيا كثيرا هذا الموسم وخيبا أمال عشاقها وأنصارها، حيث أن اتحاد البليدة وأمل الأربعاء غادرا ساحة الكبار للرابطة الثانية، حيث لم يصمد الفريق الأول سوى موسما واحدا في الرابطة الأولى، فيما غادر الثاني هذا القسم بعد قضائه ثلاثة مواسم. نفس المصير عرفته جمعية وهران التي تعود للقسم الأسفل بعد عامين فقط من صعودها. هذا المصير المؤسف ما فتئ تعرفه أحسن مدارس التكوين الكروية التي ستضطر على "محو كل شيء واستئناف العمل من جديد". تنافس كبير في الرابطة الثانية وصعود تاريخي لأولمبي المدية على عكس الرابطة الأولى، فإن الصراع كان على أشده بين العديد من الفرق في الرابطة الثانية، التي تنافست على اللقب وورقة الصعود هذا الموسم، حيث نجح أولمبي المدية في تحقيق هدفين، أولهما الصعود التاريخي إلى قسم النخبة، والظفر بلقب الدوري رغم المنافسة الشديدة التي لقيها من عدة فرق، على غرار اتحاد بلعباس وشباب باتنة العائدان مجددا للرابطة الأولى، لكن رغبة أبناء "التيطري" وحنكة الطاقم الفني بقيادة المدرب سليماني مكنت الأولمبي من تحقيق إنجاز باهر وتاريخي.في حين غادر كل من اتحاد حجوط وأولمبي آرزيو واتحاد الشاوية الرابطة المحترفة الثانية. 511 هدفا سجل في الرابطة الأولى و459 في الثانية بلغة الأرقام، جاءت حصيلة الأهداف في البطولة المحترفة الأولى 511 هدفا في 30 جولة، أي بمعدل 17 هدفا في كل جولة وهدفان في اللقاء الواحد، وهو رقم متوسط في انتظار تحسينه أكثر في الموسم القادم. يتوفر اتحاد العاصمة على أحسن خط هجوم ب49 هدفا، فيما عرف خطه الخلفي بعض الارتباك باستقباله 31 هدفا بمعدل أكثر من هدف واحد في كل مباراة، في حين أن اتحاد البليدة هو أضعف هجوم ب30 هدفا فقط. وفي الرابطة الثانية، تم تسجيل 459 هدفا في الجولات 30 التي جرت طيلة الموسم الكروي 2015 /2016، وكان نصيب الأسد فيها لفريق نادي بارادو الذي سجل هجومه 39 هدفا، في حين أن الحصيلة التهديفية الأضعف كانت لفريق اتحاد الحجوط ب21 هدفا فقط. وتقاسم المهاجم الليبي لفريق مولودية وهران زعبية ومهاجم سريع غليزان طيايبة بلقب هدافي بطولة الموسم الرياضي 2015 /2016، بعد تسجيلهما 13 هدفا كاملا، حيث تألق الثنائي المذكور مع أنديتهما بفضل أهدافهما الحاسمة في مرمى المنافسين. وتصدر لاعب أولمبي المدية حامية محمد أمين ترتيب هدافي الرابطة المحترفة الثانية لهذا الموسم، بعدما نجح في تسجيل 14 هدفا كاملا. أصداء عن ترتيب بعض اللقاءات تصنع الحدث في نهاية الموسم من جهة أخرى، شهدت نهاية الموسم الكروي الحالي تصاعد العديد من الاتهامات من أطرف عدة إطراف، بمحاولة ترتيب نتائج بعض المقابلات، على غرار ما حدث في قضية شباب عين الفكرون، جمعية الخروب ضمن بطولة الرابطة الثانية، حيث توقف اللقاء حينها ل23 دقيقة لتستأنف بعدها وينجح فريق جمعية الخروب في التهديف وتحقيق البقاء، في حين غادر فريق اتحاد الشاوية الرابطة المحترفة إلى قسم الهواة، بالرغم من أنه كان قاب قوسين أو أدنى من النجاة من السقوط بعد تعادله على ميدانه أمام شبيبة بجاية (1-1)، لكن الهدف الذي سجلته جمعية الخروب في آخر أنفاس لقائها أمام شباب عين الفكرون، سمح لها بالبقاء في الرابطة الثانية على حساب الشاوية. وأمام تعالي الأصوات بوجود شبهات لترتيب اللقاءات في الدوري المحلي، أمر المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بأن يتم فتح تحقيقات بخصوص بعض المباريات التي ميزتها أحداث مشبوهة. وكانت (الفاف) قد أصدرت بيانا على موقعها الإلكتروني في وقت سابق جاء فيه: "في حال ثبوت هذه الشبهات، فإن قرارات صارمة سيتم اتخاذها في حق كل من تورط في ترتيب أو محاولة ترتيب نتيجة مباراة ما".