كشف مدير الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات السيد أرزقي براقي أمس أن سد كدية أسردون الواقع بولاية البويرة لا ضلع له في زلزال منطقة الميهوب بولاية المدية المجاورة، مؤكدا أن هذه المنشأة العملاقة لم تتأثر بتاتا بهذه الحركة الأرضية، التي لا تزال هزاتها الارتدادية متواصلة، مفندا بذلك الإشاعات التي انتشرت كالنار في الهشيم، وزادت في مخاوف المواطنين، والتي "ورّطت" هذا السد المائي الضخم في ارتجاج الأرض ونشر الذعر في أوساط الناس. لأن نار الإشاعات والمخاوف لم تنطفئ، رغم تطمينات المسؤولين من هنا وهناك، فضّلت وزارة الموارد المائية، ووزارة الداخلية والجماعات المحلية ممثلتين في الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، وكذا مركز البحث في الجيوفيزياء والفيزياء الفلكية "كراغ" تخصيص زيارة ميدانية إلى السد المذكور، لإطلاع المواطنين من خلال الأسرة الإعلامية، على العلاقة الحقيقية بين الزلزال كظاهرة طبيعية تحدث في أعماق الأرض، والسد المائي كحوض على سطح الأرض، وفي هذا الشأن قال السيد براقي أرزقي الذي استقدم الخبير الفرنسي في هندسة السدود السيد برنار تارديو، بحضور مدير ال«كراغ" السيد عبد الكريم يلس شاوش، أن هذه المنشأة العملاقة التي شيدت وفق المعايير العالمية، وأنفقت عليها الدولة 30 مليار دينار لم تتأثر بتاتا بالحركة التكتونية التي حدثت بجوارها، وأن هذا دليل على دقة الإنجاز ونجاعة الدراسات الفنية الكبرى التي أخذت في الحسبان حدوث مثل هذه الظواهر الطبيعية، إلى جانب سلامة وصلابة الخرسانة المسلحة المستعملة في بناء هذا السد والتي قدرت ب1.8 مليون متر مكعب، بما يكفي لبناء 70 ملعبا أولمبيا، كما استدل المتحدث بدرجة المقاومة العالية لهذا السد بكونه أيضا أمتلأ أغلبه بقدرة 508 ملايين متر مكعب، ولم تتأثر جدرانه، رغم الضغط الكبير. من جانبه نفى مدير مركز ال "كراغ" أن يكون زلزال الميهوب، وما تبعه من هزات ارتدادية بفعل المياه السطحية أو حتى الجوفية، وفسّر ذلك بكون هذه الظاهرة ناتجة عن تصادم الصفيحتين الإفريقية والأورو أسيوية، وهي حركة عادية، بمنطقة الساحل ذات النشاط الزلزالي، مذكرا بأن هزة مماثلة بولاية تيبازة حدثت تقريبا في نفس اليوم، مما يؤكد أن الفالق الذي حدث تحت طبقات الأرض هو الذي يتسبب في الحركة التكتونية. كما أضاف السيد يلس شاوش أن مركز ال«كراغ" يسجل يوميا 3 هزات بمعدل 100 هزة شهريا، أغلبها لا يحس بها الناس، حيث تم بعد زلزال الميهوب تسجيل 15 هزة شدتها بين 3.5 و4 درجات على سلم رشتر، مطمئنا المواطنين، بأن هذا الزلزال نشاط عادي، ولا يختلف عن ذلك الذي حدث منذ سنوات في البليدة، تيبازة، بجاية، سطيفمستغانم وغيرها. للإشارة فإن طاقة الاستيعاب الإجمالية لسد كدية أسردون تقدر ب640 مليون متر مكعب، وهو الثاني بعد سد بني هارون بشرق البلاد، يزود 1.5 مليون نسمة ب36 بلدية عبر 4 ولايات بماء الشرب، ويسقي 19 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، وساهم المشروع في استحداث 3450 منصب شغل منها 500 دائم، وتم مد قنوات تحويل مياهه إلى مختلف الولايات على طول 352 كلم، ومزود ب11 محطة ضخ، و18 خزانا سعة كل واحد منها بين 2000 و20500 متر مكعب. وأكد المصدر أن السد استطاع منذ استغلاله في 2013 تزويد الولايات الأربع وهي البويرة، تيزي وزو المدية والمسيلة ب200 مليون متر مكعب و100 متر مكعب للعاصمة وحدها، عن طريق تفريغ المياه نحو سد بني عمران، ثم ضخه إلى سد قدارة.