توافدت العائلات العاصمية، سهرة أول أمس، في حشود غفيرة نحو قاعة سينما الجزائرية لتستقبل بحرارة فريق سلسلة "أعصاب وأوتار" القادم من مدينة قسنطينة ومعه عادت الذكريات الجميلة وزمن الفن الجزائري الهادف الذي كان يستوطن كل البيوت لذلك بقي حيا في الوجدان الجماعي للشعب الجزائري . كانت السهرة مناسبة للتكريم وفرصة لتحية هؤلاء العمالقة الذين حيّوا جمهور العاصمة وتأثروا لتدفق جموع العاصميين الذين وضعوا "أعصاب وأوتار" فوق رؤوسهم. نظمت حفل التكريم بلدية الجزائر الوسطى ممثلة في رئيسها السيد عبد الحكيم بطاش، وانطلقت المراسم باستقبال الضيوف على أنغام الزرنة، ثم بعزف توشية أندلسية من أداء جوق البلدية تحت قيادة سفيان طياتي، بعدها بثت لقطات من سلسلة "أعصاب وأوتار" تجاوب معها الحضور وحتى الفنانون أنفسهم، حيث استرجعوا ما قدموه ببعض المزاح وخفة الظل خاصة في مشاهد تقاليد الأكلات الشعبية وفي سوق السيارات وعند بائع الأحذية وغيرها. رئيس بلدية الجزائر الوسطى، السيد عبد الحكيم بطاش، أشار في تدخله على الخشبة أن هؤلاء الفنانين صنعوا نجوميتهم بأعمالهم الراقية والهادفة وأصبحوا جزء من تراثنا الفني الذي عزز خصوصيتنا الثقافية كما كانوا إلى جانب شعبهم في السنوات الحمراء ولم يغادروا وبقوا واقفين رغم الصعوبات وبأنه فخور بمجالستهم والإفطار معهم في هذا الشهر الفضيل، كما لم يفوت المتحدث الفرصة للإشادة بتراث مدينة قسنطينة وبما أنجبته من فنانين ومثقفين وبأن هذه المدينة هي عروس في ضيافة مدينة سيدي عبد الرحمن. أدار السهرة المنشطان ساسي وهاجر هذه الأخيرة التي شدّت الحضور بحديثها الشيق وبإلمامها بمسار الفنانين حتى في أدق التفاصيل وكانت تنادي كل فنان أو مخرج بأعماله أو أدواره أو بعض طرائفه مما جعل هؤلاء العمالقة يصفقون لها ويقفون لها رغم أنها في مقتبل العمر. تضمن البرنامج أيضا تدخلا للفنان العنابي ستيتي الذي أكد أنه يدين هو وزملاؤه لهؤلاء الفنانين بالجميل وبالدعم ثم تقدم الفنان محمد رباح الذي أدى وصلة في طبع المالوف الأصيل ليحرك بعض الحضور منهم شيخا متقدما في السن رقص على شرف الضيوف. بعدها، انطلقت التكريمات وكان أول من تقدم السيدة فتيحة سلطان التي حياها الجمهور بحرارة وردت عليه بأجمل عبارات العرفان وبأنها ستظل وفية له من خلال أعمالها الهادفة التي تخدم العائلة الجزائرية. ثم توالت التكريمات مع كل من الفنانين عبد الرشيد زغمي، حسان بن زيراري، وعلاوة زرماني، عنتر هلال، نور الدين بشكري وكذا المخرجين محمد حازورلي وعلي عيساوي. للإشارة، فإن بلدية الجزائر الوسطى ستواصل سلسلة التكريمات لكل من زرع البسمة على وجوه الجزائريين وخدم الفن والثقافة الجزائرية . أصداء ..الفنان ن ور الدين بشكري:التكريم فاجأني أشار الفنان بشكري المعروف بدور ساعي البريد أن هذا التكريم فاجأه وأفرحه وهو بذلك يحمد الله خاصة إذا كان هذا التكريم من الجزائر الوسطى البيضاء التي تحبنا ونحبها ونحترم أهلها تماما كما يحترموننا، وشكر بالمناسبة المنظمين وخاصة رئيس البلدية الذي يعطي صورة حسنة للمسؤول المهتم بالثقافة والفن وأهله. عن حضوره في أعمال الشبكة الرمضانية قال المتحدث إنه يملك صورة جميلة عن جمهوره الجزائري وهو لا يريد أن يفسدها بأعمال هو غير مقتنع بها لذلك يفضل الانسحاب عوض الحضور الرديء وقال "أحب القديم على الجديد الذي قد يمحي ماضي صنعته وصنعني". الفنانة فتيحة سلطان: التكريم لمّ للشمل حرصت الفنانة القديرة فتيحة سلطان على تهنئة الشعب الجزائري بشهر رمضان من خلال "المساء" وأشارت إلى أن الحفل يجمع أبناء الوطن الواحد في ظل الأمن والطمأنينة تماما كأيام زمان، ثم عبّرت عن فرحتها بهذه الالتفاتة من أبناء العاصمة الذين لم ينسوها ولا زملاؤها الذين دخلوا لسنوات طويلة كل البيوت ليشيعوا الذوق والترفيه والكلمة الطيبة، وتمنت أن تعود الحركة الثقافية والفنية لمدينة قسنطينة لتتصدر المشهد كما كانت في السابق، ورأت أن ذلك لن يتأتى سوى بالإخلاص وحب الفن والوطن، معتبرة أن الإمكانيات المادية وحدها لا تكفي . الفنان عنتر هلال:أعصاب وأوتار خرجت من عمق مجتمعنا أشاد "عيسى سطوري" بالتكريم الذي حرك بداخله ذكريات أيام جميلة وذهبية، خاصة بالنسبة للفن القسنطيني هذه المدينة العريقة التي كانت تمول التلفزيون الجزائري بكل ما هو فن ترك بصمته لدىالجمهور الجزائري، وبالنسبة لأعصاب وأوتار فقد كانت فضاء يعرض اهتمامات المجتمع ومشاكله اليومية بأسلوب جزائري خالص وبالتالي كان العمل مرآة ينقل الواقع الجزائري البحث عن حلول لمختلف المشاكل التي تطرح، وعن النرفزة فهي حسب المتحدث رمز للجزائري ذي الدم الحامي، ويراها الأستاذ عنتر صحية لأنها أول طريق للحل وهي أيضا دليل على أن شعبنا ليس بليدا. المخرج محمد حازورلي:قسنطينة كانت محطة مغاربية بامتياز يرى المخرج حازورلي أن الفنان الحقيقي هو ذلك الذي ينطلق من ثقافة بلده وهويتها وأن يصل لأن يكون القدوة لذلك انطلقت أعصاب وأوتار من الواقع وتحدثت للشعب وباسمه وجعلته يلتفت إلى مشاكله ويبحث لها عن الحلول. بالنسبة لقسنطينة فقد كانت حسب حازورلي محطة يلتقي فيها أبناء المغرب العربي وبالتالي كانت كل شعوب المنطقة تتجه نحو التلفزة الجزائرية ومن ذلك موعد "الجسر الكبير" الذي حقق نجاحا كبيرا واستضاف الفنانين والمثقفين من ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وبالتالي جسد الفنان الوحدة المغاربية بامتياز. علاوة زرماني: مازال هناك من يفرق بين الفنان و"الفنيان" يوصف الفنان القدير علاوة زرماني ب«العمدة" وقد عبّر في حديثه ل«المساء" عن سعادته بهذا التكريم الذي وقعه مسؤول وطاقمه استطاعوا أن يفرقوا بين الفنان و«الفنيان" وأضاف "العاصمة قدرتنا وكبّرت بنا فشكرا لها ولمسيريها". الفنان عبد الرشيد زغيمي: أعصاب وأوتار تعني 25 سنة عمل عبّر هذا الفنان عن سعادته بالحضور إلى قلب العاصمة قادما من قسنطينة وعن سعادته بترحيب العائلات العاصمية وهو أمر لا يقدر بثمن،؟ ثم راح يتحدث ل«المساء" عن أيام زمان وظروف العمل فيها وعن الأفكار والإبداع وعن اللحمة الواحدة عكس اليوم، حيث التشتت وغطرسة الجيل الجديد الذي لا يلتفت للأجيال التي سبقته، ويقول "حتى أنا لم أعد راضيا عن نفسي فسلسلة "زهور" التي قدمتها مؤخرا على اللفزيون لم تقنعني كمشاهد ولم أجد نفسي فيها مثل "أعصاب وأوتار" هذه التي استمرت 25 سنة عرض وعمل وكان طاقمها بسيطا مع نفسه ومع الجمهور ولا يفكر في النجومية بقدر ما يفكر في جودة ما يقدم للجمهور لذلك عاش هذا الإنتاج. تعليق الصور : عبد الرشيد زغيمي ،حسان بن زيراري ،علاوة زرماني ،عنتر هلال ، نور الدين بشكري ،فتيحة سلطان.