كشفت الدكتورة مزنان، طبيبة منسقة، أن أكثر من 30 حالة استعجالية تسجلها كل مصلحة جهوية طبية بمختلف البلديات خلال يوم عيد الفطر، وأهمها التشنجات، المغص والانتفاخ على مستوى البطن بسبب تخمر الحلويات، إلى جانب حرقة المعدة، تليها حالات التعقيدات الصحية لذوي الأمراض المزمنة، ثم التسممات الدوائية للذين يغيرون جرعات الأدوية من معدل جرعتين إلى ثلاث جرعات دون الأخذ بنصيحة طبيبهم. تتوالى الزيارات العائلية خلال عيد الفطر والتي لا تتم إلا بتبادل صحون الحلويات التي حضرتها ربات البيوت بأشكال وأطعمة مختلفة، التي تثير شهية الفرد والذي لا يريد تذوقها كلها إلا أن ذلك يشكل تهديدات صحية جد خطيرة على الفرد.. في هذا الإطار، تقول الدكتورة مزنان، أن العديد من الحالات الاستعجالية تسجل في الفترة المسائية من اليوم الأول والثاني لعيد الفطر من قبل مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم الذين تتأزم حالتهم الصحية في هذه المناسبة بسبب الاستهلاك غير الرشيد لمختلف الحلويات وكذا الأطعمة التقليدية المشبعة بالدسم ما يجعلهم يعانون من مضاعفات صحية قد تكون جد خطيرة، وهو ما يدفع بهم إلى الاستنجاد بالطب الاستعجالي. وأضافت المتحدثة أن تلك المشاكل الصحية تطال الأصحاء الذين يتناولون الحلويات بعد شهر كامل من الصيام بشكل مفرط، حيث تكون المعدة في حالة راحة تامة لتتفاجأ بكميات غير معقولة من السكريات المعقدة التي تصيبها بحموضة تجر معها الإسهال والقيء وعسر الهضم ومشاكل أكثر خطورة، منها التأثير على نظام البنكرياس وفق ميكانيزم التحلون، في حالة وجود فائض في السكريات المستهلكة، فيعجز البنكرياس عن تخزينها بالكامل في الكبد والعضلة على شكل غليكوجين، لتتحول إلى شحوم تتراكم على مستوى البطن والعضلات مسببة في زيادة الوزن والسمنة. وتضيف المختصة أن السعرات الحرارية التي تحتويها الحلويات جد مرتفعة مما يضاعف من خطورتها على الذين يعانون من الوزن الزائد الذين هم مهددون بالإصابة بالسكري، فالنظام الغذائي غير المتوازن لهؤلاء خلال يوم العيد يعتبر من أكبر التهديدات لهم.. ونصحت بضرورة الفصل بين كل وجبة بما لا يقل عن 5 ساعات حتى يتم هضم الوجبة السابقة بالشكل الجيد. وقالت مزنان، بأن إهمال النظام الغذائي الصحي خلال أيام عيد الفطر المبارك يشكل أكبر التهديدات الصحية للفرد، وعليه نصحت الدكتورة بضرورة التقيّد بقاعدة "المعقول" في تناول مختلف الأطعمة من حلويات وأكلات تقليدية مع ضرورة التقليل من الملح والسكر والدسم، خلال أيام عديدة بعد رمضان المبارك حتى يستعيد الجسم توازنه ويعتاد على الوجبات الصباحية، كما أشارت إلى أهمية شرب الماء قبل نصف ساعة من تناول أي وجبة لأن ذلك يساعد في حماية الكلى ويخفف من تأثير ضغط الدم ويساعد عملية الهضم. إقبال شديد على مضادات حموضة المعدة من جهتها، أوضحت السيدة ابتسام بتول، صيدلانية بشارع بلوزداد بالعاصمة، أن مضادات قرحة المعدة هي الأدوية التي يكثر عليها الطلب خلال أيام العيد وذلك دليل واضح على المشكل الصحي الذي يعانيه المواطنون خلال هذه المناسبة بسبب الاستهلاك المفرط للدسم والسكريات والنشويات. وأشارت المتحدثة أن المواطن الجزائري يعاني من نقص في الثقافة الاستهلاكية وهذا المشكل لا يمس فئة محددة من ذوي مستوى تعليمي بسيط، وإنما يتعداه ليمس أصحاب المستويات العلمية العليا. وأكدت أن أكثر الذين يتمتعون بتلك الثقافة هم العاملين في السلك الصحي، موضحة أنه من الضروري تكثيف الحملات التحسيسية وتجديدها مع كل مناسبة لاسيما أن المضاعفات الصحية بسبب نقص الوعي الصحي يعتبر عبء على ميزانية الدولة بسبب العلاجات الصحية المجانية التي تعرفها المصالح، إلى جانب التعويض على الأدوية.