استلم الهلال الأحمر الجزائري، أمس، صكا بقيمة 500 مليون سنتيم، كهبة تضامنية من سفارة جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، لفائدة الأطفال المعوزين. وقالت السيدة "هي هونغ يانغ" القائمة بالأعمال بالسفارة، إن هذه اللفتة الإنسانية جاءت لتوطيد عرى الصداقة بين البلدين، خاصة والجزائر تحتفل اليوم بالذكرى ال54 لاسترجاع السيادة الوطنية. عبرت السيدة سعيدة بن حبيلس، رئيسة هيئة الهلال الأحمر الجزائري، عن بالغ امتنانها للفتة الإنسانية التي قامت بها سفارة الصين تجاه المعوزين لاسيما منهم الأطفال، وقالت أمس بمقر الهيئة إثر استلامها للصك المالي التضامني أن هذه البادرة تعكس القيمة العميقة للعلاقة التي تجمع الصين الشعبية والجزائر. من جهتها، قالت السيدة "هِي هونغ يانغ" إن تقديم هذه الهبة المالية "إنما هو عربون شكر من الصين اللجزائر، خاصة وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد لعب دورا كبيرا لتعود جمهورية الصين إلى منظمة الأممالمتحدة"، وأضافت أن "هذه المساعي بقيت راسخة في الذاكرة الشعبية للصين، ونحن بتقديم هذه الهبة المالية نعبر عن امتناننا وشكرنا العميق للجزائر". وتأتي اللفتة الإنسانية الصينية عشية احتفال الجزائر بمناسبتين عظيمتين وهما عيد الاستقلال وعيد الفطر، ولفتت السيدة "هي هونغ يانغ" إلى أن العادات الاحتفالية بارتداء الجديد من الملابس في العيد بالنسبة للأطفال تشبه العادات الاحتفالية للصينيين بقدوم سنة جديدة، وهو ما جعلها تشدد على تقاسم فرحة العيد مع أطفال الجزائر. وذكرت السيدة بن حبيلس أن مبلغ 500 مليون سنتيم التضامني سيتم توزيعه على 1250 طفل معوز ب15 ولاية وهي تمنراست وأدرار وتبسة وأم البواقي وعين الدفلى وتلمسان وسوق اهراس وغليزان والبيض وخنشلة والنعامة والطارف والجلفة وورقلة وغرداية. كما أوضحت أن عملا مسبقا كان قد أجري في هذه الولايات لإحصاء العائلات المعوزة خاصة في المداشر والقرى النائية وكذا بالمناطق الحدودية من أجل تحديد قوائم العائلات التي ستستفيد من الإعانات المالية. جدير بالذكر أن الهلال الأحمر الجزائري كان قد أشرف على توزيع 25 ألف طرد غذائي على الأسر المحتاجة خلال رمضان، مع استفادة مليون و200 ألف من مطاعم الرحمة التابعة للهيئة منهم جزائريون ولاجئون ونازحون. وشددت السيدة بن حبيلس أن الهلال الأحمر لم يستفد من إعانات الدولة وإنما من الإعانات التضامنية للشعب الجزائري، داعية إلى "عدم استغلال المساعدة من مؤسسات الدولة خاصة خلال الظرف الاقتصادي الصعب الراهن"، في إشارة منها إلى أهمية ترشيد المال العام.